Skip to main content

توسط دول الخليج في الأزمات العالمية.. كيف تمكّنت من لعب هذا الدور؟

الإثنين 7 أغسطس 2023

يتزايد في الآونة الأخيرة رصيد الدبلوماسية الخليجية، مع بروز دول خليجية في قلب وساطات الأزمات الدولية.

من بين هذه الوساطات، مساعي السعودية لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا عبر عدة اجتماعات ولقاءات، كان آخرها اجتماع جدة الذي ضم مستشاري الأمن القومي وممثلين عن نحو 40 دولة.

وأشارت السعودية إلى أن الاجتماع يهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون على المستوى الدولي بشأن حل الأزمة الأوكرانية، بما يجنب العالم مزيدًا من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية.

وساطات في الأزمة الأوكرانية

هذه المبادرة تأتي في وقت يتصاعد فيه التراشق الروسي الغربي، على خلفية دعم متزايد لكييف في حربها ضد موسكو، ورفض الأخيرة تجديد اتفاقية الحبوب ما لم تُرفع العقوبات على صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.

وتوسطت الرياض مرارًا بين كييف وموسكو في ملف تبادل الأسرى، كما استضافت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة العربية في جدة.

اجتماع جدة لبحث الأزمة الأوكرانية - رويترز

وسعت دولة قطر كذلك في التوسط في الصراع الروسي الأوكراني، حيث زار رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كلًا من كييف وموسكو في يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز الماضيين.

وأكدت الدوحة مرارًا دعمها للجهود الدولية الساعية لإيجاد حل سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.

التجربة القطرية

وتعتمد قطر على تجربتها الطويلة في توسطها لحل الصراعات والأزمات الإقليمية والدولية، خاصة في أفغانستان، حيث لعبت دورًا رئيسيًا في توقيع اتفاق لإحلال السلام وانسحاب القوات الأميركية.

ولا تزال وفود أفغانية وأميركية تلتقي في الدوحة لإنهاء العقوبات وإلغاء تجميد الاحتياطات المصرفية الأفغانية، بحسب مسؤولين في حكومة طالبان.

ولأن الدبلوماسية بحاجة لثقة بالطرف الوسيط، اعتمدت الدول الخليجية في الآونة الأخيرة موقف الحياد الذي أعطاها بحسب خبراء في العلاقات الدولية القدرة على ممارسة نفوذ معنوية مدفوعة بثقل سياسي واقتصادي، وخبرة بحل الأزمات السياسية والإقليمية.

وتحاول دول الخليج الحفاظ على مصالحها من خلال حجز مكان على الساحة الدبلوماسية العالمية، بعدما كانت وساطاتها تقتصر على الأزمات الإقليمية.

ويتوقع خبراء خليجيون في العلاقات الدولية مزيدًا من الانخراط الخليجي في الأزمات العالمية، خصوصًا من جانب الرياض التي ترغب في استثمار تداعيات الاتفاق الصيني السعودي الإيراني في تعزيز حراكها الدبلوماسي في عدة ملفات.

تطور الدور الخليجي

في هذا السياق، يرى مدير وحدة الدراسات بالمركز العربي للأبحاث مروان قبلان أن "ارتفاع مستوى التنافس بين القوى العظمى أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة".

ويستذكر قبلان، في حديث من استديوهات "العربي" في لوسيل، كيف وقفت دول الخليج خلال الحرب البادرة مع الطرف الأميركي ضد تمدد الاتحاد السوفيتي.

في المقابل، يقول قبلان: "في الزمن الحالي، تريد دول الخليج اتخاذ مواقف مغايرة عما كانت عليه في السابق، وهو البقاء على الحياد دون دعم طرف واضح".

ويضيف: "الوضع العالمي اختلف اليوم، ودول الخليج لا تريد أن تكون طرفًا في أي صراع، وهذه السياسة بدأت تتبلور منذ زمن".

ويشير إلى أن "اندلاع الحرب الأوكرانية كان نقطة تحول، ودول الخليج لا تريد أن تكون طرفًا وأخذت موقعًا وسطيًا بعيدًا عن الضغوطات الأميركية".

ويشدد على أن "دول الخليج الآن تريد أن تساهم في وقف الحرب الأوكرانية نظرًا لتأثيرها على دول الخليج والعالم".

متغيرات إقليمية ودولية

من جهته، يرى المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية سالم اليامي أن "هناك تغيرات في شكل التكتلات السياسية في الخليج في السنوات الماضية".

ويشير اليامي، في حديث إلى "العربي" من الرياض، إلى أن "بعض الأكاديميين في الخليج كتبوا الكثير من المقالات عن الزمن الخليجي ودور هذه الدول في الصراعات العالمية".

ويؤكد الخبير السعودي أن "هناك متغيرات إقليمية ودولية ساعدت الخليجيين على بلورة هذا الدور".

ويقول: "كان هناك إعلاء للمصالح الخليجية، ومن ثم تفهم لضرورة مد الجسور والتفاهمات مع مختلف دول العالم".

ويضيف: "هذه الجسور التي أقامتها دول الخليج منحتها ميزات كبيرة ومهمة على الصعيد العالمي.

ويشدد على أنه "كان للسعودية بمساعدة شقيقاتها الخليجية أدوار مهمة في الأزمة الأوكرانية، آخرها حضور الرئيس زيلينسكي في القمة العربية بجدة".

المصادر:
العربي
شارك القصة