أزمة المناخ.. كيف أثرت العواصف الحرارية في أوروبا على الملاحة الجوية؟
كشفت هيئة مراقبة الملاحة الجوية في أوروبا (Eurocontrol) الثلاثاء، أن الطقس السيء، وبشكل خاص العواصف التي ضربت القارّة في يوليو/ تموز، أدى إلى زيادة في تأخير الطائرات في القارة.
كما تضاعف التأخير بسبب سوء الأحوال الجوية بمقدار مرتين ونصف مرة في يوليو الفائت مقارنة بيوليو من العام الماضي، في حين أنّ عدد الرحلات الذي تجاوز مليونًا لأول مرة منذ سبتمبر/ أيلول 2019 لم يرتفع إلّا بنسبة 7% فقط خلال عام واحد.
وبحسب الهيئة التي تضم 41 دولة في القارة، فإنّ "التأثير الرئيسي يأتي من العواصف الحرارية، خصوصًا في ألمانيا والمجر وصربيا".
ويمكن لهذه الكتل العاصفة المشحونة بالكهرباء والتي تتخلّلها رياح قوية، أن تدفع الطيارين إلى الانحراف عن مسارهم المقرر، مما يتسبب في حدوث تأخير.
وفي المجمل، زاد التأخير لكل رحلة بنسبة 6% في يوليو، وفقًا لهيئة مراقبة الملاحة الجوية.
حرارة أوروبا الأكثر تسارعًا
وفي شهر يوليو الماضي، أفادت الأمم المتحدة وخدمة كوبرنيكوس الأوروبية في تقرير بأن درجة الحرارة قد ارتفعت في أوروبا بمقدار 2,3 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، أي بمعدّل أسرع بمرّتين من المتوسّط العالمي منذ الثمانينيات.
وبينما ارتفعت درجة حرارة سطح الكوكب بمقدار 1,2 درجة مئوية بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أشار مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس في مقدّمة التقرير إلى أنّ "أوروبا هي أكثر منطقة في العالم تشهد تسارُعًا في ارتفاع درجات الحرارة".
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ في نوفمبر/ تشرين الثاني أنّ أوروبا شهدت ارتفاعًا في درجة الحرارة بنسبة 0,5 درجات لكل عقد، أي أسرع بمرتين من متوسط مناطق الأرصاد الجوية العالمية الخمس الأخرى.
وقال تالاس إنّه في غالبية أنحاء أوروبا "أدّت درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم موجات الجفاف الشديدة والواسعة النطاق، وأجّجت حرائق الغابات العنيفة المسؤولة عن ثاني أكبر منطقة محترقة تم قياسها على الإطلاق في القارّة، كما تسبّبت في وفيات زائدة بالآلاف بسبب موجات الحر".