أعلنت المحامية العامة في جزر هاواي الأميركية الجمعة فتح تحقيق في إدارة الحرائق المدمرة التي أودت بحياة 67 شخصًا على الأقل في جزيرة ماوي، في وقت تحوم فيه العديد من التساؤلات حول ثغرات مفترضة.
وقالت المحامية آن لوبيز في بيان إن فريقها "يتعهد بتفحص القرارات التي اتخذت قبل وأثناء الحرائق، ومشاركة نتائج هذا التدقيق مع الرأي العام".
يأتي ذلك على خلفية الجدل الدائر حول عدم استعداد السلطات في هاواي التي ضربتها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخها الحديث، وسط انتقادات توجّه إليها بسوء إدارة الأزمة.
وأكد متحدث باسم الوكالة المسؤولة عن إدارة الأزمات في هاواي لشبكة "سي إن إن" أن صفارات الإنذار التي كان من المفترض أن تُطلق في حالة نشوب حريق لم تُفعَّل.
إلا أنه أشار إلى إرسال تنبيهات إلى هواتف السكان المحمولة، بُثّت أيضًا عبر الإذاعة والتلفزيون.
وأشارت وسائل إعلام أميركية عدة إلى أن مراجعة لرسائل الطوارئ في مقاطعة ماوي أظهرت أنه بالتوازي مع رصد أولى ألسنة اللهب بالقرب من لاهاينا صباح الثلاثاء؛ كانت السلطات منهمكة بإخماد حريق أكبر بكثير في كولا، وسط الجزيرة.
حصيلة حرائق هاواي ترتفع
وقالت مقاطعة ماوي في بيان: "مع استمرار جهود رجال الإطفاء لمكافحة الحرائق، تم تأكيد 12 وفاة إضافية حتى الساعة الواحدة من ظهر اليوم، وسط الحريق النشط في لاهاينا"، مضيفة: "هذا يرفع حصيلة القتلى إلى 67".
وكانت لاهاينا البالغ عدد سكانها حوالي 12 ألف نسمة، وجهة سياحية مفضلة لملايين الأشخاص الذين يزورون جزيرة ماوي كل عام.
حرائق ضخمة تجتاح ولاية #هاواي الأميركية والسلطات تعلن حالة الطوارئ#أميركا تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/JygjwgjXe5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 10, 2023
وتم نشر الحرس الوطني، فيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن هاواي منطقة كارثة طبيعية، مفرجًا عن مساعدات فدرالية لجزيرة ماوي، بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.
كما تم إجلاء آلاف السكان والسياح من المناطق المنكوبة في الأرخبيل، في وقت أكد فيه حاكم الولاية جوش غرين أن بلدة لاهاينا السياحية دمرت بنسبة 80%، واصفًا الأمر بأنه "أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ هاواي".
"أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ هاواي"
وأصبحت الحرائق الكارثة الطبيعية الأكثر هلاكًا في تاريخ الولاية، بعد أن تخطت كارثة تسونامي التي أودت بحياة 61 شخصًا على جزيرة هاواي الكبرى عام 1960 بعد انضمام هاواي إلى الولايات المتحدة.
وأفاد المسؤولون أن فرق البحث التي تستعين بكلاب مدربة على البحث عن الجثث قد تعثر على المزيد من ضحايا الحرائق، التي أتت على ألف مبنى وشردت الآلاف، وهو ما يتطلب على الأرجح سنوات عديدة ومليارات الدولارات لإعادة البناء.
وبعد ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، لم يتضح بعد ما إذا كان بعض السكان تلقوا أي تحذيرات قبل أن تلتهم النيران منازلهم.
وتحتوي الجزيرة على صفارات إنذار للتحذير من الكوارث الطبيعية والتهديدات الأخرى، لكن يبدو أنها لم تنطلق أثناء الحريق.
من جانبه، قال كيكوا لانسفورد من سكان لاهاينا: "نحاول إنقاذ أرواح، ولا أشعر بأننا نحصل على المساعدة التي نحتاج إليها".
وأضاف: "ما زلنا نرى جثثًا تطفو على المياه وفي السدود"، بعدما ألقى العديد من السكان بأنفسهم في البحر بعدما حاصرتهم النيران.
من ناحيته، قال الأستاذ المساعد في الجغرافيا البيئية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية توماس سميث: إن "الحرائق ليست أمرًا غير معتاد في هاواي، إلا أنها تمتد هذه المرة على مساحة أكبر من المعتاد"، موضحًا أنّ "امتداد النيران سريع وألسنة اللهب عالية".
وتحدث عن ظروف أدت إلى اندلاع حرائق هذا العام بينها النباتات "الشديدة الجفاف" على جزيرة ماوي، وسقوط أمطار أقل من المتوسط هذا الربيع، ودرجات حرارة أعلى من المعتاد.