يزعم العلماء أن مدمني مواقع التواصل الاجتماعي يحتاجون إلى علاج لتعزيز الصحة العقلية.
فبحسب صحيفة "ديلي ميل"، اقترحت الأبحاث أن يقدم الأطباء علاجًا لمرضى الاكتئاب للمساعدة في التغلب على الاستخدام الإشكالي لهذه المواقع وتحسين صحتهم العقلية.
ودرس الباحثون في كلية لندن الجامعية أكثر من 2700 دراسة تجريبية من جميع أنحاء العالم أجريت بين عامي 2004 و2022، ثم قاموا بتقييم تأثير تدخلات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للبالغين.
تأثير العلاج السلوكي المعرفي
وشهد الذين حدّوا من استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي تحسنًا في مستويات الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة.
ووجد الباحثون أن التدخلات القائمة على العلاج السلوكي المعرفي كانت أكثر فاعلية حتى من الامتناع التام عن استخدام هذه الوسائل.
وكان الاكتئاب من أكثر الحالات التي تم التحقيق فيها، حيث أظهرت 70% من الدراسات نتيجة أفضل للذين يعانون من الاكتئاب بعد التدخل العلاجي.
ويأتي ذلك بعد أن ربطت دراسة سويدية عام 2021 بين الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وسلوكيات إدمانية أخرى وضيق عقلي.
ووصفت الدراسة البريطانية الاستخدام "الإشكالي" بأنه "استعمال مواقع التواصل الاجتماعي بما يشتت انتباه المستخدم عن مهامه الأساسية ويهمل المسؤوليات في جوانب أخرى من حياته".
وأشارت الدراسة استنادًا إلى أبحاث سابقة إلى أن استخدام هذه المواقع يمكن أن يصبح مشكلة عندما يبدأ في التدخل في الحياة اليومية للشخص، ويؤدي إلى ضعف الصحة العقلية.
فوائد الاستراحة من مواقع التواصل الاجتماعي
وكانت دراسة بريطانية أجرتها جامعة باث في بريطانيا، قد كشفت أن الاستراحة من مواقع التواصل الاجتماعي من شأنها أن تخفف الاكتئاب والشعور بالقلق.
وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين أخذوا استراحة من منصات مثل "تيك توك"، و"إنستغرام" و"إكس" و"فيسبوك" لمدة سبعة أيام سجلوا زيادة في الشعور بالراحة.
ودرس الباحثون عينتين من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و72 عامًا، حيث منع أفراد العينة الأولى من مواقع التواصل.
ووجد الباحثون أنّ شعور الرفاهية لدى من أخذوا استراحة لأسبوع واحد قد ارتفع، فيما انخفضت مستويات القلق والاكتئاب، وتحسنت الحالة المزاجية التي قيست وفقًا لمعايير علمية.
الحاجة للبيئة الإنسانية
وكان الأستاذ في علم الاجتماع إلياس مطر قد أكّد في حديث سابق إلى "العربي" من بيروت أن كلّ الدراسات تقول إنّه على الرغم من انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، يبقى الإنسان أسير البيئة الإنسانية التي ينتمي إليها.
وقال: "نحن بحاجة إلى أن نرى ونلمس بعضنا، وأن نشعر بالحرارة الإنسانية بتواجد بعضنا مع بعض".
وشرح مطر أن الإكثار من التواصل في العالم الافتراضي يؤدي إلى اضطرابات نفسية وعقلية وشعورية.