تصدر انقلاب النيجر عناوين الأخبار خلال الأسابيع القليلة الماضية، لكن حسابات وطنية جزائرية نشرت مقطع فيديو لتدريبات لقوات مظلية على منصة تيك توك، بعنوان: "الجزائر تتدخل عسكريًا في النيجر".
كما نشرت حسابات أخرى على المنصة نفسها مقطعًا مصورًا لاستعراض عسكري، وخبرًا مفاده مصادقة البرلمان الجزائري على التدخل في النيجر، مع موسيقى وتعليق صوتي لشخص ينادي بالحرية لإفريقيا.
فبركة مخالفة لموقف الجزائر
إلا أن هذه الأخبار غير صحيحة، وهي لافتة لسببين: الأول هو استخدام الحسابات الوطنية الجزائرية لمنصة تيك توك على عكس ما جرت العادة بأن تروج اللجان الإلكترونية الإشاعات على منصتي إكس (تويتر سابقًا) وفيسبوك.
أمّا الأمر الثاني فهو أن هذه الفبركة مخالفة تمامًا للموقف الجزائري الرسمي. فقد أعرب الرئيس عبد المجيد تبون عن رفض بلاده التدخل العسكري في النيجر، مجددًا دعوته للعودة إلى الشرعية الدستورية.
#عبد_المجيد_تبون: الجيش الجزائري قوي وكل خطر يقترب من حدود بلادنا سنواجهه#الجزائر pic.twitter.com/PQNH4fkLsp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 6, 2023
وأدلى تبون بذلك التصريح خلال لقائه الدوري مع الإعلام المحلي في الأسبوع الأول من شهر أغسطس/ آب الجاري.
وأكد تبون أن الجزائر تؤيد الحل السلمي في النيجر، وأنها مستعدة لمد يد المساعدة لحل الأزمة الجارية هناك، موضحًا أن "بلاده لن تستعمل القوة مع جيرانها".
الجزائر ترفض الحل العسكري في النيجر
كما شدد الرئيس الجزائري على رفض بلاده القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في النيجر، لأن ذلك من شأنه أن يزيد الوضع تأزمًا؛ وسيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي بكاملها.
واستشهد تبون بعدد من الدول التي شهدت تدخلًا عسكريًا أجنبيًا ولم تعرف الاستقرار حتى الآن، مثل العراق واليمن وليبيا، مؤكدًا أن الجزائر رفضت المشاركة في التدخل العسكري.
في المقابل، أعلنت الجزائر أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تداعيات لتدخل عسكري أجنبي في النيجر، حيث أكد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أوّل سعيد شنقريحة في الثامن من شهر أغسطس جاهزية الجيش لمواجهة أي خطر قد يمس بأمن وسلامة البلاد.