الجمعة 20 Sep / September 2024

قلق دولي من عودة العنف لليمن.. ما دلالات زيارة العليمي إلى المهرة؟

قلق دولي من عودة العنف لليمن.. ما دلالات زيارة العليمي إلى المهرة؟

شارك القصة

مداخلة الباحث اليمني عادل دشيلة مع "العربي" (الصورة: الأناضول)
يزور رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي محافظة المهرة لأول مرة وسط تخوفات دولية من استعادة أعمال العنف زخمها في اليمن.

أعرب مسؤولون أمميون وممثلو دول غربية، الأربعاء، عن قلقهم من مخاطر استعادة أعمال العنف زخمها في اليمن ومن التداعيات الاقتصادية والإنسانية للنزاع، بعد تهدئة تشهدها البلاد منذ عام ونصف العام.

جاء ذلك في إحاطة لمجلس الأمن الدولي أمام ممثلي الدول الأعضاء في المجلس، وممثلين عن السعودية والحكومة اليمنية.

توازيًا، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى محافظة المهرة شرقي البلاد، قادمًا من العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة للمحافظة، وفق مصدر حكومي.

تنديد بـ"الخطاب التصعيدي"

وخلال عرضه تقريره أمام مجلس الأمن، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إن أطراف النزاع "تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن الحلول، إلا أنه لا زالت هناك حاجة إلى ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة.. تشمل إعادة بدء عملية سياسية يمنية جامعة".

وأكّد غروندبرغ على أنه لن يكون هناك تحسن مستدام للوضع ما لم يجتمع الطرفان المتنازعان، الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، لمناقشة الحلول المستدامة للتحديات الاقتصادية والمالية لليمن والاتفاق عليها.

في هذا الصدد، كشف المبعوث الأممي أن مكتبه يعمل على دعوة الأطراف إلى الاجتماع "لمعالجة بعض أولوياتهم العاجلة، لبناء الثقة والتحرك نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة في البلاد".

كما دعا غروندبرغ الأطراف اليمنية إلى "الامتناع عن الخطاب التصعيدي ومواصلة استخدام قنوات الحوار التي أنشأت بموجب الهدنة من خلال لجنة التنسيق العسكرية والبناء على هذه القنوات لخفض تصعيد الحوادث".

انتقادات لجماعة الحوثي

من جهتها، حضّت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد "الحوثيين على وقف الهجمات والتهديدات المستمرة والتي تمنع تصدير النفط من مناطق تسيطر عليها الحكومة، ما يلحق ضررًا كبيرًا باقتصاد اليمن".

أما الولايات المتحدة، فدانت على لسان سفيرتها لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد "الهجمات غير المبرّرة للحوثيين على النقل البحري ما يفاقم الأزمة الإنسانية".

كما رحّبت توماس-غرينفيلد بإعلان السعودية مطلع الشهر الجاري "إقرار منحة بقيمة 1,2 مليار دولار للحكومة اليمنية".

كما دعت السفيرة الأميركية إلى "تسوية سياسية مستدامة تشمل كلّ الأطراف وتخفّف معاناة الشعب اليمني".

العليمي في المهرة

أما في اليمن، فقد وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أمس الأربعاء، إلى محافظة المهرة شرقي البلاد برفقة عدد من المسؤولين، قادمًا من العاصمة السعودية الرياض.

وتعد هذه الزيارة، الأولى للعليمي للمحافظة منذ تقلده المنصب الرئاسي في أبريل/ نيسان 2022، وفق ما كشف مصدر حكومي. 

وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، قال العليمي إنه "سيطلع على سير العمل التنفيذي، كما سيدشن ويضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الخدمية، والإنمائية في المحافظة، وخصوصًا في قطاعي الكهرباء، والمياه".

وأضاف أن ذلك يحصل "بدعم من الأشقاء والأصدقاء، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبرامجها الإنسانية والإنمائية في مختلف المجالات".

كما أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي "بدور السلطة المحلية في تعزيز مكانة المهرة كنموذج للاستقرار، والتعايش، وشريان حياة لملايين السكان، وملاذ آمن لمئات الآلاف من النازحين اليمنيين الفارين من بطش المليشيات الحوثية".

دلالات زيارة العليمي وتوقيتها

متابعةً لهذا الملف، يرى الباحث اليمني عادل دشيلة أن سياق زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن إلى المهرة لأول مرة، يأتي في ظل التطورات الأخيرة على المشهد اليمني وتحديدًا في المناطق الشرقية.

ويشرح دشيلة في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، عن وجود تصعيد متواصل من قبل المجلس الانتقالي للسيطرة على المحافظات عسكريًا، وبالأخص المناطق الشرقية: حضرموت، والمهرة، وشبوة.

ويقول الباحث اليمني: "يدفع السعوديون برئيس مجلس القيادة الرئاسي وبعض القوى المحلية، لإيجاد تكتلات، وتوجيه رسائل واضحة للمجلس الانتقالي ومن يقف خلفه".

ويعتبر أن الهدف من زيارة العليمي هو لتسجيل موقف من أن هذه المناطق الإستراتيجية "هي خط أحمر وهي أمن قومي بالنسبة للسعودية"، وفق دشيلة.

ويتابع الباحث في مداخلته أنّ "هذه التحركات في الأساس لا تخدم تثبيت قوات الجيش اليمني.. إنما من أجل المصالح الإقليمية"، حسب رأيه.

حرب اليمن

يذكر أن النزاع في اليمن، أغرق أفقر دول شبه الجزيرة العربية بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وتسبّب بتراجع ناتجه المحلي الإجمالي إلى النصف، بحسب البنك الدولي.

فمنذ أكثر من ثماني سنوات، يعيش اليمنيون شبه المعزولين عن العالم، في أتون حرب أهلية اتّخذت منحى إقليميًا، بين الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران.

وأسفر النزاع عن مئات آلاف القتلى وملايين النازحين، وتمّ التوصل إلى هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فيما سُجّل تراجع كبير في القتال ما أنعش آمال التوصّل لسلام. 

في المقابل، تتبادل الحكومة والحوثيون اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تجديدها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة