بسبب الطعام العشوائي.. قرد المكاك البربري مهدد بالانقراض في المغرب
يستهوي القرد المعروف باسم قرد الماغو أو المكاك البربري، كل عابرٍ بمنطقة غابات آزرو في المغرب، بيد أن هذا النوع الفريد القردة مهدد بالانقراض الوشيك.
وأحد أسباب ذلك برأي المتخصصين، هو تدخل الزوار في إطعامه الذي من شأنه أن يغيّر من نمطه الغذائي.
ولا توجد أرقام دقيقة بشأن أعداد قردة المكاك في المغرب، لكن أحدث تلك الأرقام الرسمية يشير إلى وجود أقل من 5000 منه في المغرب.
احترام التنوع البيولوجي
هذا الوضع، دفع ببعض الناشطين إلى دق ناقوس الخطر وإطلاق مبادرة لتوعية الزوار بضرورة احترام التنوع البيولوجي في غابات الأرز.
في هذا الصدد يشرح لحسن أسريفي عضو جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض لـ"العربي" أن قرد المكاك البربري عنصر من مجموعة العناصر التي تخلق هذا التنوع البيولوجي في آزرو، وهي أساسًا مكملة لبعضها البعض.
ويردف أسريفي: "من الممكن أن يتسبب إطعامهم أنواعًا معينة من الطعام بإصابتهم بالأمراض مثل السكري، ومن الممكن أن ينتج عن ذلك تصرفات عدوانية".
خطة إعادة التوطين
هذا وأطلق المغرب قبل فترة، خطة لإعادة توطين هذا النوع من القردة بموطنه الأصلي في البلاد، ودعم تكاثره خشية أن يأتي الزوار ولا يجدوا من حضروا لأجله.
وعليه، توصي المسؤولة بالمنتزه الوطني بآزرو بضرورة توعية السكان المحليين من أجل حماية قرد المكاك، فضلًا عن منع الإتجار غير القانوني له، كما حماية موطنه عن طريق إعادة إحياء النظم الغابوية.
بدورها، تشهد الغابات في المغرب وتحديدًا غابات الأرز، تراجعًا ملحوظًا في كثافتها وعدد الأشجار بها، وتعزو الجهات الرسمية ذلك إلى الجفاف، والرعي، وقطع الأشجار.
فغابات الأرز لا تحظى وفق النشطاء بالرعاية اللازمة، ما يجعلها تفقد نحو 17 ألف هكتارٍ سنويًا.
كما أن قرود المكاك البربري في المغرب، تعاني من الخطف والصيد ما دفع السلطات لوضع أنظمة مراقبة وسنّ قوانين وعقوبات لوقف المتربّصين بهذا الحيوان المحمي دوليًا.
وتستمر جهود إعادة توطين قرد المكاك البربري، على الرغم من تدهور المجال البيئي وتغير نمطه الغذائي، ما يستدعي بحسب الخبراء إقرار إجراءات مبتكرة تساعد هذا الصنف على التكاثر بموطنه الأصلي، وتحافظ عليه.