انخفض عدد حالات قتل حيوانات وحيد القرن للحصول على قرونها في جنوب إفريقيا خلال الستة أشهر الأولى من العام، في ظل تكثيف السلطات لجهود التصدي للصيد الجائر للحيوانات المهددة بالانقراض.
وتكافح جنوب إفريقيا وجارتاها ناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنوات للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن، الذي تُباع قرونه بأثمان باهظة من أجل صناعة المجوهرات، أو استخدامها في الطب الشعبي في بعض دول شرق آسيا.
وقرون وحيد القرن تتكون بشكل رئيسي من الكيراتين، وهو بروتين موجود أيضًا في شعر الإنسان وأظفاره.
بدورها، قالت وزارة البيئة في جنوب إفريقيا إن بين الأول من يناير/ كانون الثاني و30 يونيو/ حزيران قُتل 231 وحيد قرن في جنوب إفريقيا لانتزاع قرونها، وهو أقل بـ28 رأسًا مقارنة في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأضافت الوزارة أن الجهود المشتركة التي تشارك بها جهات إنفاذ القانون ومسؤولي الجمارك وجهات للأمن الخاص أدت إلى إدانة ممارسي الصيد الجائر، لكن استمرار وجود طلب على القرون يعني استمرار وجود تهديد لتعداد حيوان وحيد القرن.
الصيد الجائر لحيوانات وحيد القرن في جنوب إفريقيا
وفي فبراير/ شباط الماضي أشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن عملية قتل تلك الحيوانات باتت تتركز في المتنزهات الإقليمية والمحميات الخاصة بدلاً من المتنزهات الوطنية الكبيرة الخاضعة للمراقبة الشديدة.
ومن بين الحدائق الوطنية العشرين في جنوب إفريقيا، وحدها حديقة كروغر، وهي أكبرها، شهدت عمليات صيد جائر لهذه الحيوانات عام 2022: طالت 124 منها، أي أقل بنسبة 40% تقريبًا مما كانت عليه في العام السابق، بحسب بيان لوزارة البيئة في فبراير الماضي.
إلا أن غالبية حيوانات وحيد القرن التي قُتلت عام 2022 كانت نتيجة عمليات صيد في الحدائق الإقليمية بمقاطعة كوازولو ناتال (جنوب شرق جنوب إفريقيا)، إذ بلغ عددها 244 من بينها 16 في محميات خاصة.
وتعد جنوب إفريقيا موطنًا لنحو 80% من مجمل حيوانات وحيد القرن في العالم، وشهدت زيادة في عمليات الصيد الجائر تلبية للطلب الآسيوي، حيث تستخدم القرون في الطب التقليدي.
وسُجّل خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين انخفاض كبير في أعداد حيوانات وحيد القرن في متنزه كروغر الوطني الذي تبلغ مساحته نحو 20 ألف كيلومتر مربع ويمتد إلى حدود موزمبيق.
