شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، صباح الأحد، اشتباكات بأسلحة ثقيلة وخفيفة بين الجيش والدعم السريع، التي حشدت قوات خارج مدينة النهود بولاية غرب كردفان (جنوب)، وفقًا لشهود عيان.
وأفاد شهود، بأن رقعة الاشتباكات توسعت جنوبي الخرطوم بأسلحة ثقيلة وخفيفة، مع سماع أصوات مدفعية ثقيلة وانفجارات في محيط "المدينة الرياضية" و"أرض المعسكرات" منذ الساعات الأولى من الصباح.
كما اندلعت معارك ضارية بأسلحة ثقيلة ونوعية في محيط "سلاح المدرعات" جنوبي العاصمة، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
ووفقًا للشهود، تشهد أحياء الشجرة والرميلة وجبرة والصحافة والسلمة وسوبا جنوبي العاصمة، ترديًا مريعًا في خدمات الكهرباء والمياه إثر الاشتباكات المستمرة في المنطقة.
كما تشهد مدينة أم درمان غربي العاصمة أيضًا اشتباكات متواصلة بأسلحة ثقيلة وخفيفة في محيط "سلاح المهندسين"، كما تشهد مدينة بحري (شمال) اشتباكات شديدة، ما أدى إلى ازدياد معاناة المواطنين.
والاشتباكات تتواصل أيضًا في مدينتي نيالا، مركز ولاية جنوب دارفور (غرب)، والفولة بولاية غرب كردفان (جنوب)، مع استمرار حركة نزوح السكان هربًا من المعارك، بحسب شهود عيان أفادوا كذلك بأن "الدعم السريع" حشدت قوات للهجوم على مدينة النهود في الولاية.
النيابة العمومية السودانية تصدر لائحة اتهام بحق 46 شخصا من بينهم قائد قوات الدعم السريع بتهمة ارتكاب جرائم حرب #السودان تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/weZOrqYswL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 18, 2023
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة: إن "الجيش قتل أكثر من 40 عنصرًا من قوات الدعم السريع في مواجهات بمنطقة الشجرة العسكرية ودمر عرباتهم".
ويتبادل مجلس السيادة الانتقالي، برئاسة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال في منتصف أبريل/ نيسان الماضي وارتكاب انتهاكات خلال هدنات متتالية، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، وفقًا لوزارة الصحة والأمم المتحدة.
اليونيسف تدق ناقوس الخطر
إنسانيًا، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 400 مليون دولار لتقديم الدعم إلى 9 ملايين طفل في السودان.
وذكرت المنظمة الأممية عبر منصة إكس (توتير سابقًا)، أنه وبعد 4 أشهر من بداية الأزمة السودانية، هناك 14 مليون طفل في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة، لكن التمويل المتاح يمكنها للوصول فقط إلى 10% منهم.
كما أشارت اليونيسف إلى أنه نتيجة بلوغ الأزمة السياسية في السودان ذروتها يحتاج حوالي 25 مليون شخص في البلاد إلى مساعدات إنسانية بينهم ما يقارب من 14 مليون طفل.
مراسلة التلفزيون العربي: العودة المدرسية ستكون أسوء عودة لأن الأطفال سيجدون رفاقهم مبتوري الأطراف أو مشردين أو متوفين #السودان pic.twitter.com/Bp5aTETvHQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 20, 2023
وفي هذا الإطار، اعتبرت مراسلة "العربي" في السودان درة قمبو، أن العودة إلى المدارس ستكون أسوأ عودة تشهدها البلاد إن عادت في وقت لاحق، وسيصدم كثير من التلاميذ والأطفال بأن رفاقهم أو الذين يجلسون إلى جوارهم في المدرسة غير موجودين معهم إلى الأبد، أو أنهم مبتورو الأطراف، بالإضافة إلى حالات التشرد، خاصة وأن أطفالًا لن يعودوا مطلقًا إلى الأماكن التي ولدوا أو نشأوا فيها أو تلقوا تعليمهم فيها، بسبب نزوحهم من مناطقهم.
وأضافت من استديوهات لوسيل، أن هناك مشكلة حقيقية لدى الأطفال مرضى السرطان والفشل الكلوي، بدأت تظهر بشدة وهي غياب الأدوية، مشيرة إلى أن الجمعيات التي تساعدهم تطلق نداءات متكررة منذ بضعة أيام بشأن الأطفال المرضى.
وتابعت قمبو، أنه لا توجد إمكانية للوصول إلى المستشفيات بشكل سلس، ولا يمكن الحصول على الأدوية المطلوبة والاحتياجات الضرورية التي يحتاجها المرضى، بالإضافة إلى حالة نقص الغذاء التي تشهدها البلاد.
ونبهت أيضًا إلى الحالات النفسية المعقدة التي تتهدد الكثير من الأطفال الذين يواجهون الموت والرعب في كل لحظة من القصف المستمر، وموت أفراد الأسرة، والقتل، وحالات الاغتصاب، وحالات السرقة والنهب، وحالات الترويع، ومشاهد الدم، ومشاهد البيوت المهدمة، وأزيز الطيران، وأصوات الرصاص والذخيرة الحية.