قُتلت مستوطنة إسرائيلية وأُصيب مستوطن بجروح خطيرة، في عملية إطلاق نار وقعت جنوبي الخليل. وتأتي العملية بعد مقتل مستوطنين اثنين في عملية إطلاق نار قرب بلدة حوارة جنوبي نابلس.
وعقب العمليتين، استنفر جيش الاحتلال ونشر تعزيزاته في أماكن تنفيذ إطلاق النار ومناطق أخرى قريبة، كما فرض إغلاقًا على بعض الطرق والأحياء والقرى الفلسطينية، ونفّذ عمليات اقتحام ومداهمة.
الإغلاق مستمر على مدينة #الخليل منذ نحو 9 ساعات والدخول مشروط بتفتيشات قاسية يتم خلالها الاعتداء على الفلسطينيين.. المزيد مع مراسلنا 👇#العربي_اليوم #فلسطين@AhDarawsha pic.twitter.com/mMkPeF75dx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2023
فشل ذريع لحكومة نتنياهو
وعقب هجومي حوارة والخليل، ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين منذ بداية العام الحالي إلى 34 مستوطنًا، جراء العمليات الفلسطينية.
وأفادت مصادر أمنية وإسرائيلية بأنّ عدد القتلى جراء عمليات المقاومة الفلسطينية، يُعتبر قياسيًا مقارنة بالفترة ذاتها من أعوام سابقة.
ونقلت تقارير إعلامية عبرية عن محلّلين إسرائيليين قولهم إنّ هذا العدد مؤشر على الفشل الذريع والكبير للحكومة اليمينية المتطرّفة التي تعهّدت أمام ناخبيها بتحقيق الأمن وكبح جماح فصائل المقاومة الفلسطينية.
ويعزو محللون ارتفاع حدة عمليات المقاومة في الضفة الغربية إلى عوامل عدة أبرزها: تصعيد حكومة نتنياهو من اعتداءاتها على الفلسطينيين، وتكثيف المستوطنين من هجماتهم على القرى والبلدات الفلسطينية، وبروز حالة جديدة من المقاومة على شكل مجموعات صغيرة أربكت حسابات أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولجوء الفصائل الفلسطينية إلى تكتيكات جديدة تعتمد على المباغتة وتوسيع نطاق العمليات في شمال الضفة وجنوبها.
بقيمة 190 مليون دولار.. إسرائيل تقدم خطة غير مسبوقة لضم #الضفة_الغربية ووزارة الخارجية الفلسطينية تندد #فلسطين pic.twitter.com/OBEVo1igbu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 18, 2023
"حكومة إسرائيل تلوم غيرها على فشلها"
في هذا السياق، أوضح مطانس شحادة، الباحث في مركز "مدى الكرمل"، أنّ الحكومة الإسرائيلية لا تُريد أن تعترف وتتعامل مع الواقع بأنّ سبب المقاومة الفلسطينية هو الاحتلال وسياساته ومحاولاته لإغلاق الملف الفلسطيني بفرض حلّ الأمر الواقع من خلال ضمّ مناطق "ج"، والقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وقال شحادة، في حديث إلى "العربي" من حيفا، إنّ الاحتلال أمام هذا الرفض، يتّهم الآخرين بالتحريض على تنفيذ هذه العمليات، وخاصة إيران، لأنّ مثل هذا الاتهام يلقى صدى إيجابيًا وقبولًا في الشارع الإسرائيلي.
وأضاف أنّ الاتهامات تهدف أيضًا إلى إبعاد الانتقادات عن حكومته الحالية اليمينية المتطرّفة، التي تفشل في ردع عمليات المقاومة الفلسطينية، وهي الانتقادات ذاتها التي وجّهتها حكومة نتنياهو للحكومات السابقة.
"عمليات المقاومة أثبتت فشل جهاز الأمن الإسرائيلي"
من جهته، أكد أسامة الحج أحمد، القيادي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أنّ المقاومة حقّ مشروع للفلسطينيين، وما نراه اليوم في الضفة الغربية يُجدّد الإرادة والعزيمة بأن المقاومة المسلّحة هي الطريق الأقرب والأقصر والأسرع لتحرير فلسطين.
وقال الحج أحمد، في حديث إلى "العربي" من غزة، إنّ عمليات المقاومة أثبتت فشل جهاز الأمن الإسرائيلي، مؤكدًا أنّ المقاومة تشتدّ أكثر فأكثر مع وجود حاضنة شعبية تلتف حولها، وتتبنّاها بشكل أكبر.
وأشار إلى أنّ الشعب الفلسطيني يعيش منذ اتفاق أوسلو وهم المفاوضات، بينما استفاد العدو الإسرائيلي منها ووسّع مستوطناته، وبنى المزيد منها، دون الاعتراف بأي حقّ من حقوق الفلسطينيين.
ودعا السلطة الفلسطينية للانسحاب من اتفاق أوسلو بأسرع وقت، لأنّه لا سبيل للتعايش مع الاحتلال.
"جاهزون لحماية أنفسنا"
بدوره، شرح معين الضميدي، رئيس بلدية حوارة، أنّ سكان حوارة يجهّزون أنفسهم بما يمتلكون من قوة وطاقة وقدرة لحماية أنفسهم من اعتداءات المستوطنين وممارسة الإرهاب الصهيوني على كل القرى الفلسطينية التي تقع جنوبي نابلس.
وحمّل الضميدي، في حديث إلى "العربي" من رام الله، حكومة الاحتلال مسؤولية مئات الاعتداءات اليومية للمستوطنين على الفلسطينيين بدعم من جيش وشرطة الاحتلال، في محاولة لسرقة أراضي المنطقة "ج" وطرد الفلسطينيين منها، وتدمير الممتلكات والأرواح.