أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، اليوم الجمعة، أن موظفيها وعشرات آلاف المدنيين محاصرون في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور غربي السودان، حيث يشتد القتال في هذا البلد منذ أكثر من أربعة أشهر بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وتحدثت المنظمة في بيان عن "مأساة في مدينة نيالا، بولابة جنوب دارفور، حيث بلغت الهجمات العشوائية على المدنيين آفاقًا كارثية".
استخدام المدنيين دروعًا بشرية
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة تشهد عدد من مدن دارفور (غرب) وكردفان (جنوب) اشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" إلى جانب الخرطوم.
وأضاف بيان أطباء بلا حدود: "موظفونا وعشرات الآلاف المدنيين محاصرون في المنطقة، حيث تم استخدام المدنيين دروعًا بشرية، وهم يعيشون في ظروف قاسية ومنسيّة".
ولفت البيان إلى أن "موظفي المنظمة وسكان نيالا يشاركون قصصًا مأساوية، حيث يحكون عن دفن أحبائهم، وتحويل منازلهم إلى ساحات قتال، وسيطرة الجماعات المسلحة على المستشفى الوحيد القريب في المنطقة".
وأشارت المنظمة إلى أن "الرعاية الطبية تكاد تكون غائبة بسبب انقطاع الطرق".
وأردفت: "نحتاج بشدة إلى تأمين ممرات آمنة وتوفير إمدادات ضرورية في نيالا، مع تصاعد أعمال العنف وانقطاع الطرق"، مشيرة إلى أن "الوقت يضيق أمام الجرحى".
وناشدت المنظمة توفير الحماية لحياة المدنيين والسماح بمرورهم بأمان.
والإثنين الفائت، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 60 شخصًا وإصابة 250 آخرين، ونزوح حوالي 50 ألفًا جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا.
واشنطن: المتحاربون أثبتوا "عدم صلاحيتهم للحكم"
دبلوماسيًا، قال سفير الولايات المتحدة بالخرطوم جون غودفري، اليوم الجمعة، إنه يجب على المتحاربين الذين أثبتوا أنهم "غير صالحين للحكم" إنهاء الحرب التي تدمر السودان حسب بيان نشرته السفارة الأميركية بالسودان، بمناسبة مرور عام على وصول غودفري الخرطوم سفيرًا لبلاده.
وأضاف غودفري: "جهودنا مع الشركاء السودانيين والدوليين تم قلبها بسبب الحرب التي تدمر البلاد الآن".
ودعا "المتحاربين الذين أثبتوا أنهم غير صالحين للحكم إلى إنهاء الصراع ونقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية مدنية".
المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم تشتد يوما بعد يوم وسط غياب لبوادر انفراج الأزمة#السودان تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/njVx57Sx0r
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 23, 2023
وحذرت الأمم المتحدة في بيان الجمعة من أنّ الحرب والجوع يهددان بـ"تدمير" السودان بالكامل وبدفع المنطقة إلى كارثة إنسانية.
وفي جنيف، صرح منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الجمعة أن "الحرب في السودان أوجدت وضعًا طارئًا إنسانيًا له أبعاد هائلة".
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنّ 20,3 مليون شخص في السودان، أي أكثر من 42 بالمئة من السكان، يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ يوليو/ تموز الفائت.