تصاعدت حدة القتال في السودان مع وقوع انفجارات في محيط القيادة العامة وسلاح المدرعات في العاصمة الخرطوم.
يأتي ذلك، بينما يستعدّ رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان لزيارة مصر والسعودية والإمارات لبحث تسريع وقف الحرب وحلّ الأزمة المتواصلة في البلاد.
وتتركز المعارك بين طرفي القتال خاصة في مناطق المدينة الرياضية، وأرض المعسكرات جنوبي الخرطوم، بعد قصف مدفعي للجيش السوداني استهدف نقاط قوات الدعم السريع.
وتُشير مصادر محلية إلى أنّ طائرات حربية تابعة للجيش قصفت أهدافًا لقوات الدعم السريع في منطقة سوبا شرقي العاصمة، ووصفت الهجوم بالأعنف من نوعه خلال الأيام الأخيرة.
تصاعد التوترات والانفجارات في محيط القيادة العامة وسلاح المدرعات، و #البرهان يعتزم مغادرة #السودان لإجراء محادثات مع الدول المجاورة#العربي_اليوم تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/Xpf914mGTH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 27, 2023
من جهتها، لم تتوقف قوات الدعم السريع عن مهاجمة مواقع تمركز الجيش، إذ قصفت بالصواريخ أهدافًا في منطقة بحري ووسط أم درمان.
البرهان يزور السعودية
ووسط هذه التطورات الميدانية يبرز التحرّك السياسي للبرهان الذي يعتزم مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار، بعد جولة غير مسبوقة في أم درمان، وزيارة قواعد للجيش ومقر الحكومة المؤقت في بورتسودان.
وقال عبد الله بن عبدالمحسن العساف، أستاذ الإعلام السياسي، إنّ تحركات البرهان وزيارته إلى مصر والسعودية ستعقبها تطورات مرتقبة.
وقال العسّاف، في حديث إلى "العربي"، من الرياض، إنّ المشهد السوداني يتجه إلى أن يكون أكثر تعقيدًا من ذي قبل، مضيفًا أنّ البرهان سيطلب من القيادة السعودية التواصل مع الدول الداعمة لأطراف الصراع في السودان من أجل وقف تدخلها في الشأن السوداني، إضافة إلى طلب عقد مؤتمر لإحلال السلام في السودان على غرار مؤتمر أوكرانيا.
انفجار ضخم يهزّ العاصمة السودانية #الخرطوم في محيط القيادة العامة والقصر الرئاسي#السودان pic.twitter.com/9f7DvQBBZz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 26, 2023
ورأى أنّ الرياض ستُمارس بعض الضغوط على البرهان من أجل إشراك حميدتي في مشاورات جدة مرة أخرى، من أجل الوصول إلى مسار سياسي انتقالي يحظى بقبول الجميع، عبر خارطة طريق معدّة سلفًا للمرحلة الانتقالية.
واعتبر أنّ تنفيذ طلبات البرهان يتوقف على مدى استجابة الدول الغربية الراعية لأطراف الصراع والتي لديها مصالح في خلط الأوراق في السودان.
وأكد أنّ السودان أصبح ضحية لتنازعات دولية وإقليمية من أجل الاستيلاء على ثرواته الطبيعية ومعادنه الثمينة.
لقاء البرهان والسيسي
إلى ذلك، أكد مصدر دبلوماسي مصري أنّ البرهان سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الجديدة.
وأوضح مدير تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية أشرف العشري، أنّ البرهان يبحث عن مخرجات سريعة لتسوية سياسية لإنقاذ السودان بعد أن فشل الجيش السوداني في تحقيق انتصارات مرجوة على مدار 145 يومًا من القتال.
وقال العشري، في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إنّ محادثات البرهان في مصر ستركّز على إمكانية وجود جهود مصرية ثنائية مع البرهان وقوات الدعم السريع من أجل إيجاد نوع من الاختراق في الداخل السوداني يتمثّل في وقف إطلاق نار بشكل عاجل، إضافة إلى الذهاب إلى طاولة حوار موسّعة بناء على اقتراح مصري ينصّ على إجراء مباحثات سودانية شاملة وجامعة لكل الأطراف السياسية.
وبعيدًا عن المعارك والحراك السياسي، يبدو المشهد الإنساني في السودان أكثر قتامة.
وأشارت تقارير للخارجية الأميركية إلى تسجيل حالات اغتصاب واغتصاب جماعي وغيره من أشكال العنف ضد النساء والفتيات في غرب دارفور، ومناطق أخرى في السودان.
وأكدت واشنطن في بيان، أنّ العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان يُنسب إلى قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.
وفي الوقت نفسه، حذّرت الأمم المتحدة من أنّ الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان بالكامل.