حذّر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم الخميس من استمرار الحرب في بلده، مؤكدًا أنها "ستمزق البلاد وتصيب الدولة في مقتل".
وبينما دعا قوات الدعم السريع إلى تسليم أسلحتها إلى الجهات الشرعية والتراجع، أكد البرهان أن قوات "الشرطة تؤمن سلامة الموطنين، وإن الشعب السوداني يستعد لمرحلة ما بعد الحرب".
واعتبر البرهان، الذي زار القاهرة قبل يومين في أول جولة خارجية منذ اندلاع القتال منتصف أبريل/ نيسان الماضي، أنه في حال "لم تنته الحرب في أقرب وقت فوحدة البلاد في خطر"، بحسب كلمة بثها التلفزيون الرسمي السوداني.
احتياجات إنسانية متزايدة
وفي سياق متصل، ذكرت الأمم المتحدة أنها وافقت على تمويل إضافي بـ20 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان الذي يشهد حربًا خلفت مئات القتلى وعشرات آلاف النازحين.
وأكد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم أن الحرب في بلده أثرت بشكل كبير في جميع مناحي الحياة وبصورة أساسية بالنظام الصحي في ولايات السودان، ولا سيما ما يجري في ولاية دارفور.
وأشار إبراهيم في حديث خاص لـ "العربي" من بورتسودان، إلى أن ولايات السودان الـ18 تمتلك نظامًا صحيًا من 700 مستشفى و6 آلاف مؤسسة صحية ومراكز إمدادات صحية.
السودان بحاجة لـ60 مليون دولار
وأوضح وزير الصحة السوداني، أن الخرطوم ودارفور وغربها تأثرت بشكل كبير من الناحية الصحية، حتى توقفت معظم الخدمات الطبية في ولاية غرب دارفور على سبيل المثال، بينما الخرطوم هناك صعوبات في تقديم الخدمات ووصول الإمداد الطبي.
وبيّن إبراهيم، أن هناك بعض المستشفيات اتخذتها قوات الدعم السريع كمقرات عسكرية.
وألمح إلى أن الوزارة عملت على التأكيد على الإمداد الطبي وخاصة إمداد الطوارئ والمستهلكات الأمراض المزمنة، والإصابات والجراحة العامة سواء من الدول الشقيقة أو من دول المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن "هناك إشكاليات تتمثل في توصيل الإمداد الطبي إلى دارفور بسبب المعارك، وكذلك في الخرطوم".
ونوه إبراهيم، إلى أن "عدد سكان السودان 42 مليون شخص وهم بحاجة إلى مساعدات طبية واستمرارها، لذلك التقديرات المالية للنظام الصحي حتى نهاية العام الجاري تقدر بـ 60 مليون دولار لتغطية الحاجة المطلوبة".
ومضى يقول: "رغم ذلك يجب التعامل مع المجتمع الدولي لكون الحاجة في السودان راهنًا هي بشكل أكبر".
وختم: "إن الطاقم الطبي عمل مع القوات المسلحة لتقديم الخدمة الطبية دون كلل أو ملل، رغم أن الدولة لم تتمكن من الإيفاء بالمرتبات والمستحقات الشهرية للكوادر الطبية منذ بدء الحرب، ولذلك الدعم مطلوب لإكمال الأطباء دورهم على أكمل وجه وتقديم الحوافز وما يحتاجونه في مناطق الحرب".