علّق النظام العسكري الحاكم في النيجر كافة أنشطة المنظمات الدولية وغير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة ابتداءً من أمس الخميس في "مناطق العمليات" العسكرية بسبب "الوضع الأمني الحالي".
وقالت وزارة الداخلية في بيان نقلته الإذاعة الوطنية إنه "نظرًا للوضع الأمني الحالي والالتزام العملياتي الجاري للقوات المسلحة النيجيرية، تبلغ الوزارة المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ووكالات الأمم المتحدة الموجودة في النيجر، بأن جميع الأنشطة والتحركات في مناطق العمليات معلقة مؤقتًا"، فيما لم تحدّد الوزارة المناطق المعنية بالقرار.
"تدهور الوضع الأمني"
وتواجه النيجر منذ سنوات أعمال عنف تنفذها جماعات متطرفة في مناطق الجنوب الغربي المتاخمة للحدود مع بوركينا فاسو ومالي، وفي مناطق الجنوب الشرقي قرب حوض بحيرة تشاد والحدود مع نيجيريا.
وقد تذرّع العسكريون الذين أطاحوا بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/ تموز الفائت بـ"تدهور الوضع الأمني" لتبرير انقلابهم.
ولم يحل الانقلاب دون استمرار الهجمات، ففي 15 أغسطس/ آب الماضي، قُتل 17 عسكريًا في هجوم قرب الحدود مع بوركينا فاسو.
ورغم تلويح إيكواس باللجوء إلى القوة لإعادة الانتظام الدستوري في النيجر، ما تزال أطراف عدة تحبّذ الدبلوماسية لإيجاد حلّ للأزمة.
وضمن آخر المساعي الإقليمية لتسريع الحل في النيجر، اقترح رئيس نيجيريا بولا تينوبو أمس الخميس مرحلة انتقالية من تسعة أشهر تمهد لعودة الديمقراطية في النيجر، في وقت أعلن النظام العسكري الحاكم في هذا البلد أنه أمر أجهزة الشرطة المحلية بتنفيذ قرار طرد السفير الفرنسي في نيامي، بحسب وكالة "فرانس برس".
وعلى غرار ما فعلت نيجيريا في تسعينيات القرن الفائت بعد الحكم العسكري، اقترح تينوبو الذي يتولى أيضًا الرئاسة الدورية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" الخميس، مرحلة انتقالية من تسعة أشهر في النيجر.
وأكد تينوبو أن "إيكواس" لن ترفع العقوبات التي فرضتها على هذا البلد حتى يقوم العسكريون بـ"تعديلات إيجابية".
#النيجر تعطي تعليمات لطرد السفير الفرنسي.. كيف كان ردّ باريس ؟#العربي_اليوم pic.twitter.com/SerKEyFFQh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 31, 2023
"الحكومات العسكرية ليست الحلّ"
وتعليقًا على سلسلة الانقلابات في الأشهر الأخيرة، خاصة في إفريقيا، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الخميس أن "الحكومات العسكرية ليست الحلّ" لمشاكل الدول بل "تفاقمها".
وقال غوتيريش للصحافيين: إن "العديد من الدول تواجه تحديات عميقة في الحكم. لكن الحكومات العسكرية ليست الحلّ".
وأضاف أن الحكومات العسكرية "تزيد المشاكل سوءًا. فهي لا تستطيع حلّ الأزمة، بل يمكنها فقط أن تفاقمها".
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة "أدعو كلّ البلدان إلى إنشاء مؤسسات ديمقراطية ذات مصداقية ودولة القانون".
وجاءت تصريحات غوتيريش بعد الانقلاب الحاصل في الغابون الذي أطاح فيه عسكريون بالرئيس علي بونغو أونديمبا الأربعاء الماضي بعيد إعلان إعادة انتخابه في اقتراع قال الانقلابيون إنه مزور.
وأدان غوتيريش "بشدة" انقلاب الغابون حيث وضع الانقلابيون الرئيس قيد الإقامة الجبرية، وجرى توقيف أحد أبنائه ومقربين بتهمة "الخيانة العظمى".
وعين منفذو الانقلاب قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما، رئيسًا للمرحلة الانتقالية دون تحديد مدتها.
آخرها #الغابون و #النيجر.. 8 انقلابات عسكرية في غرب ووسط إفريقيا خلال 3 سنوات فقط، تعرفوا عليها 👇@AnaAlarabytv pic.twitter.com/8yieiW5JSP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 31, 2023
ورد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، أمس الخميس بتعليق عضوية الغابون في أعمال المنظمة "إلى حين استعادة النظام الدستوري".
والغابون هي الدولة الإفريقية الثالثة في سلسلة الانقلابات العسكرية بالقارة خلال 3 سنوات خلت، بعد النيجر في 26 يوليو 2023، ومالي عام 2022، ما أثار موجة من المواقف الدولية التي أعربت في غالبيتها عن القلق العميق إزاء حالة عدم الاستقرار السياسي بالقارة السمراء.