ألقت الشرطة القبرصية القبض على 20 آخرين، بعد موجة من أعمال العنف الذي تغذيه دوافع عنصرية ضد المهاجرين، اندلعت الأسبوع الماضي في غرب الجزيرة، وامتدت مطلع الأسبوع إلى مدينة ليماسول الجنوبية.
وتعرضت واجهات متاجر مملوكة لمهاجرين للتحطيم في ثاني أكبر مدينة بالجزيرة التي شهدت أيضًا الاعتداء على سائقي توصيل آسيويين في سلسلة من حوادث العنف بدأت ليلة الجمعة، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
وتشهد قبرص منذ سنوات تصاعدًا في المشاعر المعادية للمهاجرين، فضلًا عن نمو للسلوك العدائي في المجتمع، وهو ما كان يقتصر في السابق على أعمال شغب في مباريات لكرة القدم، أو بسبب سائحين مخمورين.
وتأججت الاضطرابات الأحدث بسبب ما تقول جماعات تأييد إنه رد فعل متخبط من الحكومة على زيادة المهاجرين غير الشرعيين، والتسامح مع الخطاب والسلوك المعادي للأجانب.
وهاجم ملثمون عددًا من السوريين الذين يعيشون في قرية كلوراكاس بغرب قبرص الأسبوع الماضي في حوادث متفرقة على مدى يومين، وألقت الشرطة القبض على 22 شخصًا.
ولم يتورع نحو 500 شخص عن الانتقال إلى مدينة ليماسول الساحلية يوم الجمعة للقيام بأعمال شغب استهدفت شركات مملوكة لأجانب وأفرادًا لا يبدو أنهم من القبارصة اليونانيين. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن ثلاثة من جنوب شرق آسيا هوجموا وسُرقوا الليلة الماضية.
NEWS: In Limassol, Cyprus, riots continue for several days. The local population is dissatisfied with migrants. The President called an extraordinary meeting. pic.twitter.com/8TfuoZxdaD
— LWNC (@LwncNews) September 2, 2023
من جانبه، قال الدبلوماسي القبرصي الكبير كيرياكوس كوروس: إن "سفير دولة عربية، لم يذكرها بالاسم، قدم احتجاجًا أمس السبت بعد استهداف السائحين".
ونشر كوروس، الذي يشغل منصب الأمين العام لوزارة الخارجية، على منصة التواصل الاجتماعي إكس اليوم الأحد صورة لمغادرة مجموعة من أحد المطارات معلقًا: "قطعوا زيارتهم. أشك في أنهم سيعودون مرة أخرى بأي حال".
وأضاف: "إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالحرج الشديد إزاء حادثة كهذه في بلادنا. هذه ليست قبرص التي ولدت وترعرعت وكوَّنت أسرة وقضيت عمري بها".
"المهاجرون في قبرص"
وتقول قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي إنها في "خط المواجهة" على طريق الهجرة في البحر الأبيض المتوسط.
وتظهر أحدث بيانات الاتحاد الأوروبي أن قبرص تلقت أكبر عدد من طلبات اللجوء مقارنة بعدد سكانها في الكتلة التي تضم 27 دولة.
وأفادت السلطات هذا الأسبوع بأن المهاجرين يشكلون ما يقدر بنحو 6% من سكان الجزيرة، في حين يبلغ ذلك نحو 1% في المتوسط في سائر بلدان الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من التوتر، انخفض عدد المهاجرين الذين طلبوا اللجوء في قبرص بنسبة 53% خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، وفقًا لبيانات وزارة الداخلية.
وأظهرت الأرقام أن أكثر من 10600 شخص تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء في الفترة من مارس/ آذار إلى يوليو/ تموز 2022، مقارنة مع 4976 شخصًا في الفترة نفسها من هذا العام.