أفادت وسائل إعلام ليبية وناشطون، عن اختفاء قرية "الوردية" بكاملها في البلاد، بعد السيول والفيضانات التي اجتاحت المناطق الشرقية عقب إعصار "دانيال" يوم الأحد الماضي.
وتقع "الوردية" في الجبل الأخضر غرب مدينة البيضاء قرابة 30 كيلومترًا، على الطريق الساحلي ما بين منطقة زاوية العرقوب ووادي الكوف شرق البلاد، وهو الطريق الرابط ما بين مدينتي البيضاء وبنغازي.
كانت هنا
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت عدة صور ومقاطع فيديو لمنازل غمرها جرف السيول والفيضانات في القرية، فيما قالت شبكة "أخبار ليبيا" إن أهالي المنطقة التابعة لبلدية الساحل أطلقوا نداءات استغاثة، قبل يومين، لمساعدتهم في مواجهة آثار الفيضانات المدمرة التي أودت بحياة العشرات وإصابة آخرين فيها، في ظل عدم وصول أية فرق بحث وإنقاذ للمنطقة.
فاجعة والله .. #الوردية قرية تسمى الوردية الواقعة بالجبل الاخضر وتقع تحديدا مابين منطقتي زاوية العرقوب وقصر ليبيا على الطريق الرابطة مابين مدينتي البيضاء بنغازي القرية تقع على الطريق المعبدة مباشرة جرفها السيل بالمنازل وإلى الآن مجهول مصيرهم قرية شبه انقرضت من الخريطة بملامحها… pic.twitter.com/Tk2HkZXiB6
— i Hadi (@iHadiRM) September 13, 2023
ونقلت وكالة الأنباء الليبية في وقت سابق عن أحد المتطوعين في فرق الإنقاذ المحلية في تصريح مسجل للوكالة أن "وحدات الإنقاذ والاستجابة للطوارئ لم تصل إلى المنطقة وأن جهود الإنقاذ تستمر حتى الآن بشكل عشوائي من السكان".
بدورها، بثت قناة" فبراير" المحلية، صورًا ومشاهد من المنطقة، وأفادت بأن "انحسار مياه السيول بالجبل الأخضر يكشف عن اختفاء قرية كاملة بمنطقة الوردية، وتقديرات أولية عن وقوع عشرات الضحايا من سكان المنطقة".
اختفاء منطقة الوردية بالكامل جراء السيول والفيضانات التي نجمت عن العاصفة المتوسطية دانيال في منطقة الجبل الأخضر.#ليبيا #LibyaTimes pic.twitter.com/Y78CAFAcRC
— LibyaTimes (@LibyaTimes1) September 14, 2023
انتهوا في البحر
وفي تصريحات صحفية محلية، قال عضو المجلس البلدي في "الوردية" مرعي خطاب إنه لم يلتفت لهم أحد منذ 4 أيام، فيما وصل عدد من المنقذين إلى المنطقة، كما أكد أن جثثًا جرفتها السيول إلى البحر، ولم يتمكن أحد في المنطقة من الوصول لها.
وأضاف خطاب في تصريحاته أن السيول جرفت الكثير من المنازل مع سكانها، وكذلك المحال التجارية مع عدد من العمال الوافدين العاملين بها، وهم موجودون منذ 4 أيام على بعد 20 كيلومترًا في البحر يتقاذفهم الموج، وفق تعبيره.
وأوضح خطاب بأن المنطقة أضحت دون كهرباء أو ماء، وأن من بقوا على قيد الحياة فيها تفرقوا في أماكن عديدة، خاتمًا: "كل الممتلكات والبيوت والثروة الحيوانية انتهى بها المطاف في البحر".
وبتواصل في شرقي ليبيا عملية إحصاء ضحايا الفيضانات ودفن القتلى لا سيما في مدينة درنة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من ارتفاع الحصيلة عن أكثر من 5300، وهي الحصيلة المؤقتة التي أعلنتها الحكومة المكلفة من البرلمان حتى الآن.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنّ 30 ألفًا على الأقل شردوا من المدينة المنكوبة، حيث لا يزال عدد الضحايا النهائي غير مؤكد بعد مرور العاصفة "دانيال" يوم الأحد الماضي، فيما أطلقت مناشدات بتكثيف المساعدات الإنسانية الدولية.