وصلت أكثر من 43 طائرة إغاثية من 18 دولة لمساعدة المتضررين جرّاء الفيضانات التي اجتاحت مدن شرقي ليبيا وخلفت آلاف القتلى والمفقودين، على ما أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية مساء أمس الأحد.
وذكر بيان للفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة" نشرته منصة "حكومتنا"، أن "الجزائر سيّرت نحو 9 رحلات إغاثية تجاه المناطق المنكوبة، وأن إندونيسيا سيّرت ثلاثة شحنات إغاثية".
وبحسب المصدر ذاته، استقبلت المناطق المنكوبة ثلاث رحلات إغاثية روسية، وأكثر من أربعة من ألمانيا، فيما سيّرت فرنسا نحو أربع رحلات، حيث وصل إجمالي الدول التي سيّرت رحلات إغاثية إلى ليبيا 18 بواقع يزيد عن 43 طائرة إغاثية.
وأفاد الفريق الحكومي في البيان بأنه يتوقع "وصول السفينة عثمان غازي إلى طبرق والتي كانت قد انطلقت من مدينة إزمير التركية (السبت)، وتحمل فرق إغاثة تركية وفريقًا من دولة المجر مجهزًا بأدوات وفرق غطس وكلاب أثر وفرق استطلاع".
والسبت، أعلنت وزارة الدفاع التركية انطلاق ثالث سفينة محمّلة بالمساعدات الإنسانية لإغاثة منكوبي الفيضانات في ليبيا. وفي اليوم ذاته، أعلنت إيصال مساعدات إنسانية عبر سفينتَي سنجقدار وبيرقدار.
إلى ذلك، كشف بيان الحكومة الليبية أنه "من المتوقع أن ترسل اليابان خلال الساعات القادمة بالتنسيق مع الأمم المتحدة معدات ومساعدات إنسانية وإغاثية وآلات تحلية المياه".
وفي 10 سبتمبر/ أيلول الجاري، اجتاح إعصار مدمر عدة مناطق شرقي ليبيا مخلفًا دمارًا كبيرًا.
شاب ليبي من #درنة فقد جميع أفراد عائلته خلال #إعصار_دانيال، لكنه ورغم معاناته فضل العمل مع فرق الإنقاذ للمساعدة في العثور على الضحايا#ليبيا pic.twitter.com/Kmouye8EPi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 17, 2023
وبينما جرفت المياه مناطق بأكملها في مدينة درنة، التي يقدر عدد سكانها بنحو 120 ألف نسمة على الأقل، أو غطتها بالوحل، أفادت وسائل إعلام رسمية أن ما لا يقل عن 891 بناية دُمرت في المدينة. وقال رئيس البلدية إن 20 ألف شخص ربما يكونوا قد لقوا حتفهم جرّاء هذه الكارثة.
"وضع كارثي"
ويشير نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إلى أن الوضع كارثي في شرق ليبيا، لافتًا إلى أن الكثير من الناس بحاجة إلى المساعدات.
ويتحدث في إطلالته عبر "العربي" من نيويورك، عن الحاجة لـ71 مليون دولار لتوفير مساعدات طارئة لمئات الآلاف من الأشخاص.
ويقول: هناك أقل من 4000 قتيل و9000 من المفقودين، وينتابنا القلق مع مرور الأيام إن لم نتمكن من العثور على هؤلاء الأشخاص فإن عدد القتلى سيرتفع.
"الضرر الأكبر في درنة"
بدوره، يلفت المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الليبي توفيق الشكري إلى أن درنة تظل الرقم 1 بالنسبة للضرر الأكبر في المنطقة.
ويوضح في حديثه إلى "العربي" من بنغازي، أن الوضع من حيث الاستجابة والتنسيق الميداني يصبح أفضل يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن العملية التنظيمية أصبحت أكثر وضوحًا في الميدان.
ويذكر بأن الكارثة التي وقعت في المنطقة بصفة عامة ومدينة درنة بشكل خاص تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الكوارث الطبيعية في ليبيا.
ويضيف: "كان الأمر مربكًا جدًا في بدايته وكانت الكارثة أكبر من إمكانيات الدولة الليبية والمنظمات التي تعمل في الجانب الإنساني في البلاد".