أكّدت السلطات الأذربيجانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم الأربعاء في إقليم ناغورني كاراباخ وبدء محادثات مع الانفصاليين الأرمن، يوم غد الخميس.
ويأتي هذا الموقف في إشارة إلى انتهاء "العملية العسكرية" التي بدأتها القوات الأذربيجانية قبل يوم والتي خلّفت 32 قتيلًا على الأقلّ، بعدما وافق الانفصاليون على إلقاء أسلحتهم وبدء محادثات حول إعادة دمج الإقليم مع باكو.
وكانت القوات الأرمينية الانفصالية في الإقليم أعلنت أنها وافقت على شروط وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية بعد تعرضها لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد جيش أذربيجان.
وبحسب بيان نُشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيسري اعتبارًا من الساعة 13.00 بالتوقيت المحلي اليوم الأربعاء، يعني حل قوات الانفصاليين وسحب أسلحتها، كما تحدث البيان عن انسحاب القوات الأرمينية النظامية من كاراباخ.
وأكد البيان أن محادثات بشأن مستقبل المنطقة ستعقد غدًا الخميس بين ممثلين عن السكان وسلطات أذربيجان.
موسكو تتوقع تسوية سلمية للوضع
من جهته، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، أن موسكو على تواصل مع جميع أطراف الصراع كاراباخ، مشددًا على أن بلاده تتوقع تحقيق تسوية سلمية للوضع في الإقليم.
وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي: "نحن على اتصال وثيق بجميع أطراف النزاع (...) آمل أن نتمكّن من وقف التصعيد والتوصل إلى تسوية سلمية للمشكلة".
من الجهة الأرمينية، لفت رئيس الوزراء نيكول باشينيان في خطاب متلفز موجّه إلى الأمّة إلى أن يريفان لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار بين الانفصاليين في كاراباخ وأذربيجان، مذكّرًا بأن بلاده "ليس لديها جيش" في الجيب الانفصالي منذ أغسطس/ آب 2021.
وشدّد رئيس وزراء أرمينيا على "ضرورة" أن يتوقف القتال في هذا الجيب.
وحاولت المعارضة الأرمينية عدة مرات على مدى ثلاث سنوات إقناع باشينيان بمغادرة السلطة، وألقت عليه مسؤولية الهزيمة العسكرية الأرمينية خلال حرب خريف 2020 في كاراباخ.
وقد وقعت مواجهات الثلاثاء بين قوات الأمن ومتظاهرين وصفوا باشينيان بأنه "خائن" وطالبوا باستقالته.
وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف قد أكّد لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء، أن العملية العسكرية ستتوقف في حال تسليم الانفصاليين الأرمن أسلحتهم، وفق بيان صدر عن الرئاسة صباح اليوم.
كيف بدأت "العملية العسكرية" الثلاثاء؟
وبعد ثلاثة أعوام من حرب أسفرت عن هزيمة عسكرية لأرمينيا، اندلع الثلاثاء النزاع مجددًا في جيب الإقليم المتنازع عليه، بعد مقتل أربعة شرطيين، ومدنيَّين بانفجار لغمَين في كاراباخ، حيث اتهمت باكو الانفصاليين بالمسؤولية عن هذه الأعمال التي وصفتها بـ"الإرهابية".
وأعلنت أمينة المظالم المكلفة حقوق الإنسان في أرمينيا أناهيت مناسيان على فيسبوك أن "نتيجة القصف هناك حاليًا 32 قتيلًا وأكثر من 200 جريح". وأشارت إلى أن سبعة من القتلى مدنيون بينهم طفلان.
ولفتت السلطات الانفصالية الأرمينية من جهتها إلى إجلاء أكثر من 7 آلاف مدني من 16 بلدة الثلاثاء، في حين قامت قوات حفظ السلام الروسية في ناغورني كاراباخ بإجلاء أكثر من ألفَي مدني من المناطق الأكثر خطورة، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
وكانت السلطات الانفصالية قد أفادت أنّ ستيباناكرت، عاصمة الإقليم، وبلدات أخرى في المنطقة تعرّضت "لقصف كثيف" استهدف أيضًا منشآت مدنية. وفي وقت سابق الأربعاء، دعت بلدية ستيباناكرت السكّان إلى ملازمة الملاجئ وعدم الفرار.