جهود الإغاثة متواصلة.. الصحة العالمية تنفي رصدها أيّ وباء في درنة
نفت منظمة الصحة العالمية رصد أيّ وباء في ليبيا بعد كارثة الفيضانات التي اجتاحت مناطق الشرق وخلفت آلاف القتلى والمفقودين جراء انهيار سدّي مدينة درنة، بحسب وكالة الأنباء الليبية "وال".
ونقلت الوكالة الرسمية عن ممثل المنظمة الدولية في ليبيا أحمد زويتن قوله: "إن منظمة الصحة العالمية وزّعت أدوية الطوارئ، بما في ذلك علاج الكوليرا، وتعمل مع السلطات المحلية لضمان الوصول إلى الخدمات الصحية".
وأشار المسؤول إلى أن الاستعدادات وعمليات التفتيش مستمرة ضد تفشي أيّ وباء محتمل، مؤكدًا أنه تم الإبلاغ عن مئات حالات الإسهال في درنة "لكن هذا ليس وضعًا غير عادي بالنسبة إلى مدينة كبيرة"، بحسب ما أفادت الوكالة الليبية.
دعم دولي إلى ليبيا
من جانبها، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، أن أكثر من 70 طائرة إغاثية من 24 دولة ونحو 8 سفن وصلت البلاد لمساعدة متضرري الفيضانات التي اجتاحت مدن الشرق قبل أسبوعين، وخلفت آلاف القتلى والمفقودين.
وقال الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة في إيجاز صحفي، نشر أمس السبت على منصة "حكومتنا" عبر حسابها على فيسبوك: "لقد وصل إجمالي الدول التي سيرت رحلات إغاثية إلى ليبيا (منذ 10 سبتمبر/ أيلول الجاري) أكثر من 24 دولة بواقع يزيد عن 70 طائرة إغاثية وحوالي 8 سفن".
وأشارت حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة إلى أن هولندا دعمت ليبيا بمبلغ مليوني يورو من الميزانية الإنسانية الهولندية لتوفير الغذاء والدواء والمأوى والرعاية الطبية للمتضررين.
من جهتها، تعتزم أستراليا تقديم مليون دولار، كما توفر كوريا الجنوبية مليوني دولار لبرنامج الأمم المتحدة في ليبيا للأعمال الإغاثية، وفق الحكومة.
ولا تزال ليبيا تكثف مساعيها لمساعدة متضرري الإعصار المتوسطي "دانيال" الذي اجتاح في العاشر من الشهر الجاري عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر عقب انهيار سدين والتسبب بفيضانات جرفت كل شيء في طريقها.
وبعد أيام من تداول إحصاءات متعددة بشأن ضحايا الإعصار المدمر، أفادت منظمة الصحة العالمية في 16 من الشهر الجاري بمصرع 3958 شخصًا وفقدان أكثر من 9 آلاف آخرين، بحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
وتعود أحدث حصيلة ليبية إلى 13 من الشهر الجاري، حين أعلنت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية مقتل أكثر من 6 آلاف شخص، وسط ترجيحات بزيادة عدد الضحايا مع استمرار انتشال الجثث، ولا سيما في درنة.
جهود للتعرف على هويات الضحايا
وفي وقت بوشرت فيه جهود التعرّف على هويات ضحايا الفيضانات التي ضربت مناطق شرقي ليبيا، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، استكمال المرحلة الأخيرة من إنشاء جسر مؤقت لربط شطري مدينة درنة التي قسمتها الفيضانات إلى نصفين.
كما تتواصل جهود فرق الإنقاذ والبحث المحلية والدولية في درنة، حيث أعلنت عن تمكنها من انتشال أكثر من 200 من أجساد الضحايا بينهم نساء وأطفال من الوديان وشواطئ البحر شرقي المدينة المنكوبة.
وكان مراسل "العربي" أفاد بأن غواصين ليبيين مسنودين بفرق إنقاذ دولية رصدوا خلال مهامهم مباني سكنية وسيارات ومئات أجساد المتوفين لا تزال عالقة في عمق البحر، واصفين ما شاهدوه تحت المياه بالأمر المروّع.
وبحسب المتحدث باسم لجنة الإشراف على عمليات الإغاثة التي شكلتها حكومة شرق ليبيا محمد الجرح، فإن السلطات تعمل على إحصاء الضحايا المدفونين بدون التعرف على هوياتهم، وكذلك المفقودين الذين يرتفع عددهم إلى أكثر من 10 آلاف، وفق تقديرات السلطات والمنظمات الإنسانية الدولية.
ودعا الجرح أمس السبت السكان إلى الإبلاغ عن المفقودين في مكتبين أنشأهما النائب العام في درنة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر المتوسط.
وتسببت الفيضانات في نزوح أكثر من 43 ألف شخص، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة.