أعلن 90 حزبًا سياسيًا ليبيًا، في بيان مشترك الأربعاء، دعمهم مطالب أهالي درنة التي أعلنوها خلال تظاهرة حاشدة الإثنين الماضي، على خلفية الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدينة إثر الإعصار "دانيال".
وتعدّ درنة من المناطق الأكثر تضررًا جراء الإعصار الذي ضرب مناطق شرق ليبيا في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري وأبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وأدّى إلى انهيار سدي وادي درنة وفقدان آلاف الأرواح والخسائر الفادحة في الممتلكات العامة والخاصة.
وثمّنت الأحزاب السياسية الموقعة على البيان "هبّة المواطنين الليبيين لمؤازرة إخوانهم في المناطق المنكوبة، ما يُعبر عن مدى ترابطهم بعيدًا عن محاولات التقسيم والتفريق والتشتت"، بالإضافة إلى جهود الدول والمنظمات الدولية والمحلية، التي أسهمت في عمليات الإنقاذ وانتشال جثت الضحايا.
الحاجة لتوفير الدعم المالي والمعنوي
وفنّدت الأحزاب موقفها إزاء تلك الأحداث في سبعة بنود تشمل ضرورة تكثيف الجهود لاستكمال عمليات الإنقاذ، وانتشال الضحايا، وتسخير الإمكانات للبحث عن المفقودين وتحديد مصيرهم في أسرع وقت ممكن واحترام إرادة أهالي مدينة درنة وتوفير الدعم المالي المناسب للمجلس التسييري الجديد.
كما طالبت الأحزاب المفوضية العليا للانتخابات بالإسراع في انتخاب المجلس البلدي الجديد للمدنية وبإعادة إعمار المدينة.
ودعت الأحزاب وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى الالتزام بلغة التضامن والتآزر، والعمل على حشد الطاقات والجهود وتوحيدها، لرفع المعاناة عن المتضررين.
كما شدّدت الأحزاب على احترام حق التظاهر السلمي، داعية الليبيين للعمل المتواصل واتباع أقصى درجات ضبط النفس وتجنب الانجرار للعنف، وتفادي الوقوع بفخ خطاب الاستفزاز والكراهية والتحريض وتغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الضيقة.
أكثر من 43 ألف نازح
في غضون ذلك، تستمر جهود الإغاثة وانتشال الجثث في درنة والمناطق التي اجتاحتها الفيضانات "وسط تضاؤل الآمال بالعثور على ناجين".
وتشير تقديرات منظمة الهجرة الدولية في ليبيا إلى نزوح 43059 شخصًا بسبب الفيضانات في شرق ليبيا، وفق ما أعلنت المنظمة في منشور عبر منصة "اكس".
وفي المقابل، ثمة تضارب في إحصائيات الخسائر البشرية التي خلّفها الإعصار في ليبيا، إذ تحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في 16 سبتمبر/ أيلول الحالي، عن مصرع أكثر من 11 ألف شخص وفقدان نحو 10 آلاف آخرين.
من جهته، أعلن وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، أن الإعصار خلف أكثر من 6 آلاف قتيل، بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد الضحايا بعد 10 أيام من الكارثة بلغ 4000 قتيل.
وصول 59 طائرة إغاثة من 24 دولة
وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الأربعاء وصول أكثر من 59 طائرة إغاثية من 24 دولة لمساعدة المتضررين جراء الفيضانات.
وقال الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة في إيجاز صحفي نشرته منصة "حكومتنا" الرسمية عبر منصة "فيسبوك": "وصل إجمالي الدول التي سيرت رحلات إغاثية إلى ليبيا أكثر من 24 دولة بواقع يزيد عن 59 طائرة إغاثية وحوالي 6 سفن".
وأشار إلى أن المساعدات التي وصلت مؤخرًا تتضمن أكثر من 150 طنًا من المساعدات الإنسانية المتنوعة أوصلتها جمعية الهلال الأحمر التركي إلى ليبيا.