شهدت منطقة وسط العاصمة الخرطوم اليوم الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تزامنت مع تصاعد أعمدة الدخان في منطقة المقرن القريبة من السوق العربي والقصر الجمهوري، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربًا خلفت أكثر من 5 آلاف قتيل، فضلًا عن ما يزيد عن 5 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.
اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع
وحسب مراسل "العربي"، فإن قوات الدعم السريع أطلقت مدفعيتها الثقيلة من تمركزاتها جنوب الخرطوم وشرقها تجاه وسط المدينة، حيث تصاعدت على وقعها أعمدة الدخان الكثيفة في محيط برج النيل للبترول في المقرن.
كما شنت الدعم السريع قصفًا بالمدفعية باتجاه مواقع الجيش في القيادة العامة لليوم الحادي عشر تواليًا، وسلاح الإشارة في مدينة بحري من موقع تمركزها شرق النيل، حسب مراسلنا.
في المقابل، شنت الطائرات المسيّرة التي تتبع للجيش هجومًا على مواقع للدعم السريع منطقة المجاهدين جنوب الخرطوم، مع تحليق كثيف لطيران الاستطلاع في سماء الخرطوم، كما سمع أصوات المدافع تنطلق من قاعدة وادي سيدنا العسكرية وجبال المرخيات غربي أم درمان مستهدفة مواقع الدعم السريع.
وعلى صعيد آخر، أعلنت نقابة الأطباء في السودان أمس الإثنين أن حمى الضنك والإسهال الحاد يشهدان ارتفاعًا مقلقًا في السودان، حيث أدت الحرب إلى إغلاق مئة مستشفى، ودعت إلى وقف "الانتشار الكارثي" الذي تسبب "بمئات الوفيات".
وحذرت النقابة من أن الولاية الأكثر تضررًا هي القضارف الواقعة على حدود إثيوبيا، حيث تشهد "انتشارًا كارثيًا لحمى الضنك في عموم أنحاء الولاية.. مما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات".
وأصبح موسم الأمطار في السودان الذي يشهد كل عام انتشار أوبئة الملاريا أو حمى الضنك، أكثر فتكًا هذه السنة بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور "تم تسجيل 13 حالة إصابة بالملاريا خلال أسبوع واحد"، بحسب وزارة الصحة.
وفي الخرطوم "توفي ثلاثة أشخاص بسبب الإسهال الحاد" من بين "14 شخصًا أدخلوا المستشفى يوم الأحد وحده" في منطقة الحاج يوسف بشرق العاصمة كما أفادت لجنة المقاومة في هذا الحي.
وحض تجمع الناشطين هذا الذي ينظم المساعدة بين السكان منذ بدء المعارك في السودان السكان على "اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب العدوى".
الجوع يدق على الأبواب
وإلى جانب الأمراض، فإن الجوع يدق على الأبواب في السودان حيث هناك أكثر من نصف الـ 48 مليون نسمة بحاجة لمساعدة إنسانية من أجل الاستمرار وستة ملايين منهم على حافة المجاعة، كما حذرت وكالات إنسانية.
وقالت المسؤولة الثانية للأمم المتحدة في السودان كليمنتين نكويتا-سلامي: إن "الكارثة تحدق بالسودان، على الدول المانحة أن تدفع فورًا الأموال الموعودة للمساعدة الإنسانية التي يمكن أن تنقذ أرواحًا".
وبحسب المركز الإعلامي لوزارة الصحة فإن "الدعم السريع يسيطر على المركز الرئيسي للإمدادات الطبية وأنه تم فقدان أدوية ومعدات طبية بمبلغ 500 مليون دولار، كما تم فقدان 70% من معدات المراكز المتخصصة في الخرطوم بمركز علاج الأورام وجراحة المناظير وجراحة القلب والعظام وجراحة الأطفال".
وكانت الأمم المتحدة دقت ناقوس الخطر بشأن تأثير الأزمة السياسية الحالية في السودان على الوضع الصحي للأطفال.
وعبرت الأسبوع الماضي عن خشيتها من وفاة آلاف الأطفال في السودان، بسبب سوء التغذية الحاد وتفشي الأمراض في ظل العنف السائد في البلاد خصوصًا بعد أن توفي نحو 1200 طفل جراء الحصبة وسوء التغذية في تسعة مخيمات للاجئين في السودان منذ مايو/ أيار.