رأت الصحف الإسرائيلية والعالمية أن الهجوم المباغت وغير المسبوق من كتائب "القسام" على مواقع ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، ينذر بـ"فشل استخباراتي كارثي" من قبل إسرائيل.
فقد كتبت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الاقتحام الكبير للفصائل الفلسطينية لمواقع إسرائيلية "فشل كارثي ستكون له ردود سياسية"، فيما تساءل موقع الـ"بي بي سي" البريطاني: "كيف فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في صد هجوم كبير من غزة؟".
فشل كارثي لاستخبارات الاحتلال
في هذا الصدد، قال جوناثان ماركوس الخبير في الشؤون الدفاعية والدبلوماسية لـ"العربي": "كان فشلاً في العقلية والنظرة الإستراتيجية، لم يفترض الإسرائيليون أن هجومًا كهذا قد يحدث".
وتابع ماركوس: "اعتقدوا أن الفصائل الفلسطينية جبانة، اعتقدوا أنها قُمعت، هذا ما كان يقوله المسؤولون العسكريون للمواطنين الإسرائيليين خلال الأشهر الماضية".
بدوره، أكد العميد المتقاعد ومدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات خالد حمادة وجود فشلٍ كبيرٍ لدى القوات الإسرائيلية في موضوع الاستعلام والاستطلاع.
وأردف لـ"العربي": "لا يعقل أن يجري التحضير لرمي آلاف الصواريخ في مهلة زمنية قصيرة، دون أن يُرصد ذلك من قبل الإسرائيليين، وبالتالي هذا فشل استعلامي في المرحلة الأولى".
تنصل جيش الاحتلال
وصباح أمس السبت، تسلل مئات المقاومين الفلسطينيين من غزة برًا وجوًا مقتحمين المستوطنات الإسرائيلية في غلاف القطاع، وسط غفلة وارتباك أجهزة الأمن التي لم تكن على أدنى علم بأي تحرك من غزة.
وتنصّلت أجهزة الأمن التابعة للاحتلال من توضيح سبب فشل الاستخبارات، حيث نقلت الـ"سي إن إن" عن المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت قوله: "تفاجأنا هذا الصباح، وبخصوص الفشل، أفضل ألا أتحدث عن تلك النقطة الآن، نحن في حرب، نحن نقاتل".
وتابع هيشت: "أنا متأكد من أن ذلك سيكون سؤالًا كبير عندما ينتهي هذا الحدث، أفترض أن سؤال الاستخبارات سيطرح مستقبلًا حين ندرك ما حدث".
فشل الاستخبارات الأميركية
أما فشل الاستخبارات الإسرائيلية، فوازاه فشل نظيرتها الأميركية بحسب شبكة الـ"سي إن إن"، إذ لم تستطع هي الأخرى اكتشاف مخطط العملية، بينما انكشف للعيان وهن الدفاعات الإسرائيلية على طول الخط العازل بين قطاع غزة وغلافه.
وبهذا الصدد، اعتقد ماركوس أن ما حصل كان فشلًا على أصعدة كثيرة، إذ "كان فشلاً استخباراتيًا أظهر عدم استعداد الجانب الإسرائيلي في المناطق الجنوبية".
كما كان "فشلا يذكرنا بآخر شبيه به حدث قبل نحو 50 عامًا حينما لم تدرك القوات الإسرائيلية تحركات الجيشَين السوري والمصري عام 1973"، وفق الخبير في الشؤون الدفاعية والدبلوماسية.