هدد قادة الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، سكان قطاع غزة بالمزيد من الدماء في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي تسببت في قتل أكثر من 1200 إسرائيلي منذ أن قاد مقاتلو كتائب القسام هجومهم الواسع وغير المسبوق على مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.
وبعد الإعلان عن تشكيل ما تسمى بـ"حكومة طوارئ"، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الانتقال إلى مرحلة الهجوم" على قطاع غزة، متوعّدًا بـ"سحق حماس".
ولم يبتعد وزيره للأمن يوآف غالانت عن اللغة التهديدية نفسها ضد سكان غزة وقادة حركة حماس، حيث اعتبر أن ما تعرضت له إسرائيل "لم تر مثيلاً له منذ عام 1948"، وفق وصفه.
أمّا بني غانتس زعيم المعارضة الذي انضم إلى "حكومة الطوارئ"، فقد رأى أن "إسرائيل تواجه أصعب أيامها وعليها القضاء على حماس".
تطورات هامة
شهد اليوم الخامس من عملية "طوفان الأقصى" تطوّرات هامّة، حيث أعلنت القناة 13 الإسرائيلية أنّ مقاتلي "القسّام" اقتحموا مدينة ديمونا في النقب حيث اندلعت اشتباكات بينهم وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي.
يأتي ذلك بعد حالة إرباك كبير شهدتها إسرائيل بعدما أعلن جيش الاحتلال أنّ "خللًا تقنيًا" أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في مناطق عدة على غرار طبريا وبيسان وصفد وديشون وحيفا وجلبوع والكرمل والجولان السوري المحتل، بعد معلومات عن الاشتباه بتسلّل طائرات مسيّرة من لبنان والأراضي السورية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتواصلت الغارات الإسرائيلية على غزة مستهدفة مناطق مختلفة في القطاع، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 1128 شهيدًا و5489 جريحًا منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، ونزوح أكثر من 260 ألف شخص داخل القطاع.
من جهتها، أعلنت السلطات الإسرائيلية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين على يد المقاومة الفلسطينية إلى 1200.
كما صادقت الحكومة الإسرائيلية على تشكيل حكومة طوارئ تتولى مهام إدارة الحرب، ويُشارك فيها حزب "معسكر الدولة" الذي يقوده بيني غانتس، على أن تتضمن تشكيل "مجلس حرب".
وتوعّد قادة الاحتلال بالقضاء على حماس، مؤكدين حصولهم على تأييد دولي غير مسبوق لمواصلة الحرب.
وعلى الحدود الشمالية، تبنّى "حزب الله" استهداف موقع إسرائيلي على الحدود مقابل منطقة الضهيرة، متحدثًا عن "سقوط عدد كبير من الإصابات المؤكدة في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح".
إلى ذلك، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أنّها تسعى إلى جمع 104 ملايين دولار من أجل مساعدات منقذة للحياة في قطاع غزة، بعد فرض السلطات الإسرائيلية حصارًا شاملًا على القطاع، وقطع الكهرباء والمياه عن السكان، ناهيك عن استهداف المسعفين والمدارس، ما أدى إلى استشهاد 4 مسعفين و11 موظفًا في "الأونروا" و30 تلميذًا في مدارس تُديرها المنظمة.
بلينكن في تل أبيب
على الصعيد السياسي، وبينما يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب في مهمة للحيلولة دون نشوب حرب أوسع، أكد منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنّ الولايات المتحدة تناقش فكرة الممر الآمن للمدنيين في غزة مع الإسرائيليين والمصريين، مشيرًا إلى أنّ بلاده تُجري محادثات مع دول بينها قطر لأجل إطلاق الرهائن لدى حماس.
كما أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية مقتل ما لا يقلّ عن 22 مواطنًا أميركيًا في عملية "طوفان الأقصى".
من جهته، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني أنّ استقرار المنطقة مرتبط بسلام شامل وعادل على أساس حل الدولتين.
بدوره، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أي حرب تعتمد على قطع الماء والكهرباء والطرق وتدمير البنية التحتية ودور العبادة والمدارس تسمى مجازر، في إشارة إلى استهداف إسرائيل لقطاع غزة.
كما اختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ في القاهرة اليوم الأربعاء، بالتأكيد على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكد دبلوماسيون أنّ مجلس الأمن سيجتمع بعد ظهر الجمعة لبحث الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة.