تعليقًا على التقارير التي صدرت حول مطالبة الاحتلال سكان شمال غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع، يؤكد تيسير محيسن، الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الشعب الفلسطيني لن يكرر مأساة التهجير في العام 1948، ولا مأساة التهجير سنة 1967.
ويتحدث عبر "العربي" من غزة، عن متابعة حثيثة وتعميمات تصدر بشكل مباشر لرفع مستوى الوعي والإدراك لدى المواطن الفلسطيني.
ففيما يلفت إلى أن أحياء قطاع غزة تحولت إلى كومة من الركام، يشدد على أن معنويات الفلسطينيين غاية في الصمود والتحدي لأنهم يدركون أن المعركة فاصلة.
محيسن الذي يؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يكرر مأساة التهجير في العامين 1948 و1967، يشير إلى أن "البديل الذي يخطط له العدو الإسرائيلي أسوأ بكثير من البقاء، حتى وإن كلّف هذا الأخير ارتقاء الأرواح وتدمير البيوت كما يحصل الآن".
"حرب تدميرة بالشراكة مع الإدارة الأميركية"
إلى ذلك، يقول الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن بنيامين نتنياهو أعلن حربًا تدميرية على 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة بالشراكة مع الإدارة الأميركية.
ويرى أن كثيرًا من الدول الإقليمية والعربية والدولية تبدو وكأنها تنتظر مزيدًا من التدمير والقتل في صفوف الشعب الفلسطيني حتى تتخذ قرارات وإجراءات يمكن أن توقف هذه الهمجية التي يمارسها نتنياهو في قطاع غزة".
ويشير إلى أن الأوروبيين والأميركيين يعلمون أن كل ما يجري في قطاع غزة من جانب الاحتلال ينتهك أبسط مقررات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفيما يتحدث عن انهيار المنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع، يلفت إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة جراء الاستهداف وعدم قدرة الطواقم الطبية على القيام بواجباتها في إسعاف المصابين.
ويقول إن المنظومة الصحية استنزَفت خلال العدوان، وفي ظل الحصار، جميع ما في مخازنها من مستلزمات طبية فلم يتبق منها شيء.
كما يتوقف عند استهداف المؤسسات التعليمية في غزة وكذلك المساجد، لافتًا إلى أن "المؤسسات الحكومية دُمرت كلها".
"عشرات الأسر أبيدت عن بكرة أبيها"
ويمضي محيسن قائلًا إن العدوان الإسرائيلي المتواصل أكثر عنفًا بخمسة أضعاف من عدوان العام 2014 على قطاع غزة.
ويشير إلى أن كل المناطق في القطاع باتت مستهدفة، وأن شماله تحول إلى كومة من الأتربة، مردفًا بأن عشرات الأسر أبيدت عن بكرة أبيها ولم يتبق منها فرد واحد.
ويعتبر أن استجابة الأمم المتحدة ضعيف للغاية، معرجًا على تصريح الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش الذي "انتقد السلوك الهجمي للاحتلال الإسرائيلي وطالب بضرورة توفير المستلزمات الأساسية والدعم لقطاع غزة".
ويقول محيسن إن الأمر ما زال حتى اللحظة في المربع النظري ولم يتحوّل إلى شيء من العمل والضغط الحقيقي.
وبينما يرى أن الرهان على الشعوب للضغط على حكوماتها، يؤكد أن الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم أمام مفترق طريق، "فإما أن يكونوا مع الحق والعدل والإنسانية وإما أن يموتو أذلاء لا كرامة لهم ولا إنسانية".
ويشدد على أن "غزة تذبح اليوم على مذبح الحرية دفاعًا عن الأمة العربية والإسلامية ودفاعًا عن المقدّس".