روى شاهد عيان من سكان شمال قطاع غزة اليوم الأحد عبر "العربي" شهادة مؤلمة حول ما عايشه خلال القصف الإسرائيلي الذي طال منزله وتسبب في تشريده وعائلته.
وتتواصل الغارات الدموية الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي مخلفة شهداء وجرحى، فيما يهدد الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع عدوانه على القطاع وسط دعوات دولية إلى التهدئة وفتح المعابر والممرات الإنسانية.
واستشهد أكثر من 400 مواطن فلسطيني وأصيب نحو 1500 آخرون في عشرات الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي أمس السبت. ووصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي إلى 2329 شهيدًا وإصابة 9042 آخر بجراح مختلفة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
وقال شاهد العيان لمراسل "العربي": "لم أعثر على أي شيء من منزلي، أنا من سكان شمال القطاع، ووصلت إلى هنا بعد أن رأيت الموت بعيني، حسبنا الله ونعم الوكيل".
وأضاف متوجهًا للمراسل: "نحن مشتتون، أنظر إلى الشهداء، حتى الشهداء لا يجدون من يحملهم، حسبنا الله في هذا العدو الغاشم".
الرجل الذي كان يتمسك بعبوة مياه صغيرة بيديه، أوضح للمراسل لاحقًا: "نحن أسرة من 8 أفراد، لقد رأينا الموت بأم العين، كانت جثث الأطفال تتناثر أمام عيني، كيف أخبر أطفالي ذلك؟".
وسأل الشاهد مراسل "العربي": "هل شممت رائحة الموت يومًا؟ لقد شاهدت هذا الموت بعيني.. أشلاء الأطفال تتناثر أمامنا".
"ربعهم من الأطفال"
وكان مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، قد أكد أنّ الطواقم الطبية في القطاع دخلت مرحلة المفاضلة لإنقاذ الجرحى، ناهيك عن أنّ ثلّاجات الموتى لم تعد تتسع لمزيد من جثامين الشهداء.
وقال أبو سلمية في حديث سابق إلى "العربي": إنّ المستشفيات استقبلت خلال 8 أيام من العدوان ردًا على عملية "طوفان الأقصى" أكثر من 2250 شهيدًا، وحوالي 10 آلاف جريح، ربعهم من الأطفال.
ويستهدف القصف الإسرائيلي المنازل والبنايات السكنية وأفواج الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم في شمال غزة.
كما نفذ الاحتلال غارات استهدفت 10 منازل مأهولة بالسكان في مدينة دير البلح وسط القطاع ما أسفر عن استشهاد أكثر من 80 فلسطينيًا وإصابة نحو 250 آخرين، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".