شهد اليوم الثامن من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مجازر أودت بحياة عشرات الفلسطينيين في أكثر من منطقة في قطاع غزة المحاصر.
وردًا على الاعتداءات والغارات المكثفة على قطاع غزة، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية عشرات الصواريخ على عدة مدن، من بينها تل أبيب.
توسيع دائرة العدوان على قطاع غزة
في هذا السياق، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت إن قواته تستعد لتنفيذ مجموعة واسعة من خطط العمليات الهجومية، مع تزايد التوقعات باجتياح بري وشيك لقطاع غزة، بعد أسبوع من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة.
وأعلن الجيش في بيان أن قواته انتشرت في جميع المدن، "مما زاد من استعدادات العمليات للمراحل التالية من الحرب، مع التركيز على العمليات البرية الكبيرة".
وأضاف البيان: "نستعد لتوسيع دائرة الهجوم، تنتشر الكتائب المختلفة وقوات جيش الدفاع في كافة أنحاء البلاد استعدادًا لرفع مستوى الجاهزية، وتمهيدًا للمراحل المقبلة من الحرب، ولا سيما العملية البرية الواسعة".
وتابع: "في الوقت ذاته، يعمل ذراع البر وهيئة الشؤون التكنولوجية واللوجستية على إعداد قوات جيش الدفاع تمهيدًا لتوسيع رقعة القتال".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية أفادت بأنّ جيش الاحتلال جاهز للاجتياح البري، وإنه ينتظر الضوء الأخضر لذلك، بحسب ما نقل مراسل "العربي".
وأمام هذه التهديدات، نشرت كتائب القسام مقطعًا مصورًا بعنوان "هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة"، محذرة قوات الاحتلال من الإقدام على هذه الخطوة.
اتصال بين محمود عباس وجو بايدن
من جهة أخرى، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جو بايدن، أن "السلام والأمن في منطقتنا يتحقق من خلال تنفيذ حل الدولتين المستند لقرارات الشرعية الدولية".
وشدد عباس على "ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية عاجلة في قطاع غزة، وتوفير المواد الأساسية والمستلزمات الطبية، وإيصال المياه والكهرباء والوقود للمواطنين هناك، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة".
ودعا إلى "ضرورة وقف اعتداءات المستوطنين ضد أبناء شعبنا في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك التي تتسبب بتصعيد الأوضاع".
وأكد الرئيس الفلسطيني رفضه الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين، داعيًا لإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين.
تدهور القطاع الصحي
إنسانيًا، أعلنت مستشفيات غزة عن استشهاد 315 مواطنًا بينهم 90 طفلًا و107 سيدات، إضافة إلى إصابة 1788 مواطنًا، منذ صباح اليوم السبت.
وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية إلى 2215 شهيدًا، بنيهم 724 طفلًا، و458 سيدة، والإصابات إلى 8714، منهم 2450 طفلًا و1536 سيدة، وذلك منذ بدء العدوان الشامل لليوم الثامن على التوالي.
وأكدت وزارة الصحة أن حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ السبت الماضي وصلت إلى 54 شهيدًا، وأكثر من 1100 جريح.
كما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 10 مسعفين وإصابة 27 آخرين، منذ بدء العدوان على القطاع قبل 8 أيام.
وقد تم تدمير أكثر من 1695 مبنى وبرجًا وعمارة سكنية بشكل كامل، جراء القصف العنيف على قطاع غزة.
كما بلغ عدد الوحدات السكنية المهدمة كليًا أكثر من 7000 وحدة، فيما تضررت أكثر من 69 ألف وحدة سكنية جزئيًا، وبشكل بليغ، منها 4679 وحدة غير صالحة للسكن.
قصف صاروخي على مدن إسرائيلية
وردًا على العدوان، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قصفت تل أبيب وأسدود وعسقلان ومدنًا أخرى بصواريخ ردًا على المجازر واستهداف المدنيين في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام قصف تل أبيب برشقة صاروخية ردًا على مجازر الاحتلال بحق المدنيين في غزة.
كما دوت صافرات الإنذار في الجولان السوري المحتل ومنطقة الجليل، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت القناة 10 الإسرائيلية بأن قذيفة صاروخية انطلقت من الأراضي السورية تم إسقاطها بمنظومة القبة الحديدة.
من جهة أخرى، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، انتشال جثمان الجندي الإسرائيلي تومير ألون نمرودي المحتجز في غزة بعد قصف استهدف مكان احتجازه الإثنين.
ونشرت كتائب القسام صورة الجندي في أثناء أسره خلال عملية طوفان الأقصى وهو على قيد الحياة.
هنية: لا تهجير من أرضنا
إلى ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطاب متلفز مساء اليوم السبت: إن الفلسطينيين لن يغادروا غزة أو الضفة الغربية ويهاجروا إلى مصر.
واعتبر هنية أن "معركة طوفان الأقصى أحدثت زلزالًا مدويًا في قلب الكيان الإسرائيلي وكل حلفائه والمناصرين للاحتلال".
وشدد هنية، في مؤتمر صحافي، على أن "العدو تلقى هزيمة إستراتيجية على أيدي كتائب القسام في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
وقال: "المقاومة في غزة وضعت البداية الحقيقية لزوال الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا".
وأضاف: "جيش الاحتلال يعتقد أن جرائمه الوحشية ستمحو عار الهزيمة والذل الذي لحق به في 7 أكتوبر، لكن كل أدوات القتل والقمع لن تمحو آثار وتداعيات ضربة القسام الإستراتيجية، التي وضعت حدًا لخطط الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بالضفة والقدس والأسرى".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال أمس الجمعة: إن على المدنيين الفلسطينيين "الذين يريدون إنقاذ حياتهم" أن يستجيبوا لتحذير إسرائيل بمغادرة مدينة غزة والتوجه إلى جنوب القطاع، وفق وصفه.