يسود الهدوء الحذر اليوم الإثنين القرى الحدودية جنوب لبنان، بعد يوم من عمليات نفذها حزب الله على مواقع عسكرية وأبراج مراقبة وآليات للجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بوابل من القذائف تركزت في محيط بلدات عيتا الشعب ومروحين والعديسة وكفركلا، حسبما أفاد مراسل "العربي".
وأفاد مراسل "العربي"، اليوم الإثنين، بأنّ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت صدّق على خطة لإخلاء 28 بلدة تبعد كيلومترين عن الحدود مع لبنان.
وعلى الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن ضغوطًا خارجية تمارس على لبنان لمنع دخوله في حرب مع إسرائيل، فيما يتصاعد الحراك الدبلوماسي باتجاه البلاد حيث تزور وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونيا بيروت اليوم، فيما يتوجه إليها غدًا، رئيس الدبلوماسية التركية.
كندا تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان
في غضون ذلك، دعت السفارة الكندية رعاياها إلى التفكير جديًا في مغادرة لبنان في الوقت الذي ما زالت فيه الخيارات التجارية للقيام بذلك متاحة، كما قالت.
ووصفت السفارة في رسالة تلقاها فجرًا الكنديون في لبنان الوضع في البلاد بالمضطرب، ولا يمكن التنبؤ به نتيجة الأحداث الجارية في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشارت الرسالة إلى حصول اشتباكات على طول الحدود بين لبنان والجانب الإسرائيلي وتعرض شمال إسرائيل إلى قصف مدفعي وصاروخي بشكل يومي يقابله عادة رد عبر غارات جوية وقصف من قبل الجيش الإسرائيلي.
كما ناشدت السفارة الكندية رعاياها بعدم التوجه إلى جنوب الليطاني خوفًا على سلامتهم.
مقتل ضابط في الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين مقتل أحد الضابط نتيجة إطلاق نار مضاد للدبابات على الحدود اللبنانية.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن "الجيش الإسرائيلي سمح بنشر اسم الملازم أميتاي تسفي غرانوت (24 سنة) من تل أبيب، قائد فريق في الكتيبة 75 تشكيل اقتحام من الجولان، سقط أمس الأحد أثناء نشاط عملياتي نتيجة إطلاق نار مضاد للدبابات بالقرب من موقع نوريت"، دون مزيد من التفاصيل.
و"نوريت" هو موقع عسكري إسرائيلي يقع في المنطقة الغربية من الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وكان حزب الله اللبناني أعلن الأحد، مهاجمة ثكنة و5 مواقع عسكرية إسرائيلية عند الحدود الجنوبية للبنان.
وقال الحزب في بيانين منفصلين: إن مقاتليه "هاجموا 5 مواقع" إسرائيلية حدودية "بالأسلحة المباشرة والمناسبة".
وأوضح أن المواقع التي هاجمها هي "جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد"، مشيرًا إلى أنّ عناصره قاموا أيضًا "بمهاجمة ثكنة حانيتا بالصواريخ الموجهة"، وذلك "ردًا على قتل وجرح الصحافيين والمدنيين" في بلدتي علما الشعب وشبعا.
ولفت إلى أن "الهجوم أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى" في صفوف الإسرائيليين.
ومساء الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة البنية التحتية العسكرية في لبنان.
وأضاف، في بيان: "في الوقت نفسه، وردت أنباء عن إطلاق نار على قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، فيما ردت قوات الجيش بإطلاق النار".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل توترًا عسكريًا وقصفًا متبادلًا بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي بصورة متقطعة.
وفي السياق، أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، 20 صاروخًا من جنوبي لبنان على مستوطنات إسرائيلية، بحسب بيان صادر عنها نشرته عبر منصة تلغرام.
وقال البيان: إن "كتائب القسام- لبنان، قصفت مستوطنتي شلومي ونهاريا ومحيطهما شمال فلسطين المحتلة بـ20 صاروخا"، وذلك ردًا على الحرب على غزة.