وسط الصدمة التي أحدثتها جريمة الاحتلال، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نطاق واسع صورة المؤتمر الصحفي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة وسط جثامين شهداء مجزرة المستشفى المعمداني.
أُرفقت الصورة بعبارات مؤثرة منها المؤتمر الأول في تاريخ البشرية بين جثامين الشهداء، ومؤتمر صحفي يكسر القلب ويدميه، وصورة أبلغ من الكلام، ومؤتمر لن تراه إلا في غزة.
لكن بسام علي رأى في المؤتمر الصحفي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة على أثر مجزرة المستشفى المعمداني، واقعًا "لا يمكن تصوّره حتى في الخيال"، في حين أوضح محمد مراد أن ما يظهر "ليس مشهدًا لفيلم بل الواقع القاسي".
أما محمد قاسم، فأكد على ضرورة وضع هذه الصورة في وجه كل من يطبِّع علاقاته مع إسرائيل ويدعو للسلام معها.
مؤتمر صحفي وسط جثامين الشهداء
واستهدف الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء المستشفى المعمداني في حي الزيتون بمدينة غزة، والذي كان يؤوي آلاف النازحين الذين أخرجهم الاحتلال قسرًا من منازلهم، ما تسبّب باستشهاد 500 شخص معظمهم من النساء والأطفال.
على الأثر، عقدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مؤتمرًا صحفيًا بين جثامين الشهداء وأشلائهم في ساحة المستشفى.
وكشف كيل وزارة الصحة في قطاع غزة يوسف أبو الريش خلال المؤتمر، أن جيش الاحتلال قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقذيفتين قبل يوم من قصفه.
وأفاد بأن إدارة المستشفى المعمداني اتصلت بمطران الكنيسة الإنجيلية في بريطانيا، وأبلغته بواقعة إلقاء القذيفتين، فسارع هذا الأخير بإبلاغ جميع المؤسسات الدولية المعنية ثم بعث برسالة طمأنة للمستشفى وطلب من إدارته مواصلة العمل.
وأضاف: "لقد كذب الاحتلال وقال إن أطفالًا إسرائيليين قُطعت رؤوسهم، وأنا أعرض لكم اليوم أطفالًا قطعت رؤوسهم وبقرت بطونهم ولم يتعرف عليهم ذووهم، في جريمة لا يعرف العالم لها مثيلًا".
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المستشفيات
ولفت أبو ريش في المؤتمر الصحفي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إلى أن الاحتلال أعقب قصف المستشفى المعمداني بقصف آخر في محيط المستشفى الأوروبي.
وتابع: "إسرائيل تراقب ردة فعل العالم على قصفها للمستشفيات والتهديد بقصفها، وبالتالي نناشد العالم الحر أن يوقف هذا المحتل ويلجمه لتقديم قادته الذين تبجحوا أمام العالم بقصف المستشفيات للمحاكمات".
ويُعد المستشفى المعمداني في غزة، والذي يُعرف أيضًا بالمستشفى الأهلي العربي، أحد أبرز المستشفيات العاملة في مدينة غزة.
كما يُعتبر من أقدم مستشفيات المدينة، حيث تأسّس في العام 1882، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنغليكانية في القدس.