يمضي الاحتلال في حربه على قطاع غزة ممعنًا في قصفه البري والجوي والبحري على العزل، ومخلفًا مئات الشهداء والجرحى.
طال القصف خلال 24 ساعة مدنًا عدة في القطاع المحاصر بينها غزة وجباليا وبيت لاهيا وخان يونس ورفح، حيث ارتكب الاحتلال عددًا كبيرًا من المجازر بحق الفلسطينيين.
وبحسب بيان لوزارة الصحة في غزة، فقد بلغ إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدئه 5078 شهيدًا بينهم 2055 طفلًا. أما أعداد المصابين فوصلت إلى 15273 مصابًا بجروح مختلفة.
وأفادت الوزارة أيضًا باستشهاد 57 موظفًا صحيًا وإصابة 100 آخرين، خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعلى وقع العدوان المتواصل ردت المقاومة الفلسطينية على جرائم الاحتلال بقصف عسقلان برشقة صاروخية جديدة.
كما كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أطلقت طائرتَي زواري الهجوميتين الانتحاريتين حيث استهدفتا قاعدتي "حتسريم" و"تسيلم" العسكريتين الإسرائيليتين.
إلى ذلك، أعلنت القسام إطلاق محتجزتين إسرائيليتين عبر وساطة قطرية لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة، مشيرة إلى أن إطلاقهما جاء على الرغم من ارتكاب الاحتلال 8 خروقات للإجراءات المتفق عليها خلال عملية التسليم.
ولفتت إلى أنّ الاحتلال رفض منذ الجمعة الماضية تسلّم المحتجزتين، وهو لا يزال يهمل ملف أسراه.
"المقاومة متماسكة وقوية"
ولفت الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبد اللطيف القانوع، إلى أن جنون الاحتلال الإسرائيلي في قصف المدنيين يدل على حالة الإرباك، التي لا يزال يعيشها وتخبط قيادة جيشه في إدارة المعركة.
وشدد على أن عمليات الاحتلال في تدمير قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق المدنيين لن تحقق أهدافه أو تمنحه صورة الانتصار"، مؤكدًا أنّ المقاومة متماسكة وقوية وقادرة على إدارة المعركة وجاهزيتها عالية لمواجهة أيّ عدوان بري على غزة.
وأضاف: "في حال أقدم الاحتلال على الدخول البري فهي فرصة سانحة لتكبيده الخسائر قتلًا وأسرًا، مشيرًا إلى أن "عملية كيوسوفيم أمس من الرسائل التي وصلته".
ماذا عن الأوضاع في جنوب لبنان؟
على وقع العدوان على قطاع غزة، ما تزال حدود لبنان الجنوبية تشهد تبادلًا لإطلاق النار مع الجانب الإسرائيلي.
وقد استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي بلدة حولا ومحيط بلدات مركبا وكفرشوبا وأعالي مزارع شبعا. كما سقط 12 صاروخًا إسرائيليًا في محيط مركز للجيش اللبناني في بلدة رميش، بحسب مراسل "العربي" علي رباح.
كما أشار مراسلنا إلى أن حزب الله اللبناني أعلن استهداف موقع عسكري في "كريات شمونة" بصاروخين مضادين للمدرعات.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الإثنين، بأن أكثر من 19 ألف شخص نزحوا في لبنان جراء التصعيد في المنطقة الحدودية تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مشيرة إلى ازدياد في عدد النازحين يوميًا.
الولايات المتحدة ترفض وقف إطلاق النار
بالعودة إلى الأوضاع في غزة، ما تزال المظاهرات الشعبية تخرج في عدد من المدن والعواصم العربية والغربية للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي.
وبينما يدرس الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى هدنة إنسانية في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من أسبوعين، وسط حصار يمنع عن القطاع الماء والكهرباء ويفاقم معاناة الغزيين، ترفض الولايات المتحدة وقف إطلاق النار.
فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين إن وقفًا لإطلاق النار من شأنه أن "يعطي حماس القدرة على الراحة والتعافي والاستعداد لمواصلة شن هجمات ضد إسرائيل"، على حدّ وصفه.
ولاحقًا، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يجب إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، وذلك عندما سُئل عن وقف إطلاق النار.
وقال بايدن: "يجب أن يتم إطلاق سراح هؤلاء الرهائن، وبعد ذلك يمكننا التحدث".
دعوات لهدنة وإدخال مساعدات
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا خلال اتصال مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، إلى إدخال المساعدة الإنسانية "بدون عوائق" إلى قطاع غزة.
وأشار بيان للكرملين إلى أنه تم التأكيد خلال المحادثة، على "الأهمية الأساسية لوقف سريع لإطلاق النار وإجلاء الرعايا الأجانب من قطاع غزة، ووصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى القطاع".
بدوره، قال المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط تشاي جون إن بلاده مستعدة لفعل "كل ما يفضي" إلى تعزيز الحوار وتحقيق وقف إطلاق النار واستعادة السلام بالإضافة إلى التشجيع على حل الدولتين.
ولفت إلى أنّ الصين ترى أنّ الوضع في غزة "خطير للغاية"، مشيرًا إلى أنها قدمت وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للفلسطينيين من خلال الأمم المتحدة وعبر القنوات الثنائية للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية.
من جانبها، أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن أمام الجمعية الوطنية، أن باريس تدعو إلى "هدنة إنسانية" للسماح بتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي "قد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار".
وقالت بورن أمام النواب: إنّ "فتح معبر رفح لا يزال محدودًا جدًا. ندعو إلى فتح باب رفح للسماح بعبور (مساعدات) جديدة". وأضافت: أن توزيع المساعدة يتطلب هدنة إنسانية قد تؤدي إلى وقف لإطلاق النار".
من جانبها، تلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لمناقشة الحرب في قطاع غزة، وفق ما أعلن رئيسها في رسالة إلى الدول الأعضاء، فيما لم ينجح مجلس الأمن الدولي في التوافق على قرار يتصل بشأن هذا العدوان.