يوم آخر من العدوان المستمر على قطاع غزة استهدفت فيه آلة الحرب الإسرائيلية منازل المدنيين العزل من دون تحذير، وعادت إلى سياسة استهداف المستشفيات بلا مبالاة بالقوانين الدولية والإنسانية.
ومع انتشار صور آثار العدوان، يبقى أكثر المشاهد إيلامًا تلك التي يبحث فيها الغزيون عن أحبائهم ويودعونهم في قوافل الشهداء.
في أحد تلك المشاهد أب يودع نجله الشهيد. يطبق يديه على جثمانه ويناديه "يابا" مرارًا، فيما يحاول من هم حوله إبعاده عن المكان.
وفي مشهد آخر، كانت طفلة فلسطينية تبكي أمها وتؤكد أنها لا تستطيع العيش من دونها، وتقول إنها كانت تفضل لو أنها استشهدت معها.
وبدا أن أطفال غزة الذين يبحثون عن أحبائهم في ثلاجات الموتى قد جعل العنف غير المسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي ملامح وجوههم أكبر بكثير من طفولتهم.
"غزة تباد"
إلى ذلك، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب واسعة بسبب كثافة القصف المروع للمدنيين وارتكاب المجازر، وسط انتقادات وجهت لصمت أنظمة عربية وغربية، بحسب نشطاء.
قال أحد هؤلاء: دول العالم الغربي تعلن مجددًا وبكل وقاحة دعمها المطلق لكيان العدو الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني، وترى أن قتل نحو ألفي طفل في غزة هو مجرد دفاع عن النفس.
وانتقد آخر دولًا عربية بسبب صمتها، وقال: غزة التي تتعرض للإبادة ليست في أقاصي الدنيا، ليست بعيدة عن ديار إخوانها في اللغة والدين، إنهم يشاهدون ما يجري الآن من مذابح على الهواء مباشرة، بينما أسلحة العرب والمسلمين مكدسة لا تخرج إلا في استعراضات عسكرية أو معارك داخلية.
كما كتب مستخدم لمنصة "إكس": أن دولًا عديدة توحدت على مدينة صغيرة وأباحت دماء الأطفال والنساء وأعطت الضوء الأخضر في استباحة الدم العربي وبلا تردد، سائلًا: أين أنتم يا عرب؟ غزة تباد، غزة تحت القصف.