نعى حزب الله اللبناني مساء الثلاثاء 3 من عناصره سقطوا خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود، ليرتفع بذلك عدد شهداء الحزب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري إلى 37 شهيدًا.
واكتفى حزب الله في بيانات مقتضبة بالقول إنّ عناصره الثلاثة "استشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.
عمليات تمشيط للاحتلال
وأجرى الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط على نطاق واسع في محيط موقع رويسات العلم في مرتفعات كفرشوبا، خلال وقت متأخر من ليل أمس الثلاثاء، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".
كما أجرى الاحتلال عمليات تمشيط مقابل بلدة ميس الجبل، بعد ساعات على قصفه محيط بلدات كفرشوبا وشبعا، ومركبا وحولا ورميش، وكذلك وسط بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط.
وتشهد قرى الجنوب الحدودية منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الأربعاء، هدوءًا حذرًا، وسط تأكيدات مقربين من حزب الله أن الحزب يعمل على وضع خطة ميدانية جديدة للتعامل مع العدو، بحسب مراسل "العربي".
ومع بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تعيش الحدود اللبنانية الجنوبية على وقع القصف المتبادل والهجمات الصاروخية بين إسرائيل من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية ولبنانية من جهة أخرى.
وقالت مراسلة "العربي" من جنوب لبنان، مساء أمس الثلاثاء، في رسالة لها من بلدة مرجعيون بالقرب من الحدود، إنه وبعد هدوء حذر ساد المشهد جنوبًا، عادت الجبهات لتشتعل مساء سواء في بلدة الناقورة أو رميش وعيتا الشعب في القطاع الأوسط، وصولًا إلى القطاع الشرقي.
وأكدت المراسلة جويس الحاج خوري، أن التطور الذي شهده القصف الإسرائيلي، هو استهداف المزيد من البلدات التي كانت تعتبر بلدات آمنة نوعًا ما على غرار بلدتي حلتا وكفر حمام، وقد عملت أطقم جهاز الصليب الأحمر يوم أمس على سحب المزيد من جثث الشهداء، من البلدات التي كانت تشهد قصفًا إسرائيليًا مركزًا.
"في قلب المعركة"
كذلك، برز أمس تصريح نائب أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الذي قال عبر منصة "إكس": إن "حزبُ الله في قلب معركة المقاومة للدفاع عن غزة، وفي مواجهة الاحتلال وعدوانه في فلسطين ولبنان والمنطقة، ويده على الزناد بالمدى الذي يقدره مطلوبًا في المواجهة".
يأتي ذلك، فيما أكدت وسائل إعلام لبنانية، أن صوت انفجار قوي دوى في محيط منطقة خلدة -عرمون جنوبي العاصمة مساء أمس، قد يكون عائدًا لخرق الطائرات الحربية الإسرائيلية جدار الصوت بالقرب من بيروت، في تطور لافت.
كذلك، كانت مراسلة "العربي" في رسالتها، قد أكدت أن الجيش الإسرائيلي يقوم باستهداف أي متحرك في البلدات التي يقصفها، دون أي تمييز، ما يعرض حياة المدنيين للخطر، وهو أمر غير مسبوق في التطورات الأخيرة.
وأضافت خوري أنه ومع إعلان حزب الله استشهاد 6 من عناصره يوم أمس، فإن منسوب القلق على مصير مسار تلك المواجهات يرتفع يوميًا.
وبينما لم تذكر بيانات حزب الله تفاصيل، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية يوم أمس: إن "الطيران الإسرائيلي شن غارة على منطقة تل نحاس ـ كفر كلا في أقصى الجنوب اللبناني، كما استهدفت غارة جوية مقر جمعية أخضر بلا حدود في العمرة ـ الوزاني".
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان أمس الثلاثاء، إنه "تم إطلاق قذيفة مضادة للدروع من لبنان نحو بلدة منارة دون وقوع إصابات، ورد الجيش الإسرائيلي بالمدفعية نحو مصادر إطلاق النار".
كما "أغارت طائرة للجيش الإسرائيلي على خلية مسلحين تم رصدها داخل أراضي لبنان في منطقة جبل روس (مزارع شبعا) ودمر وسائل قتالية استخدمتها الخلية"، بحسب جيش الاحتلال.