وثّق فريق "العربي" في قطاع غزة لحظات مؤثرة لأم فلسطينية تجري في أروقة المستشفى بحثًا عن طفلها، الذي أصيب خلال الغارات الإسرائيلية على الأحياء المدنية.
فقد ظهرت السيدة وهي تجري بين الأروقة للتأكد بنفسها من أن ابنها نجا وهو على قيد الحياة، بعدما تم نقله إلى المستشفى، واستوقفت أحد العاملين هناك وقالت له: "أمانة تطمني عليه هل هو بخير؟".
كما حاولت الاستفسار من الممرضين والأطباء في المركز الصحي عن حالة ابنها لعلّهم يعلمون شيئًا عن فلذة كبدها، وتابعت السيدة الغزاوية: "نحن ليس لنا دخل في أي حاجة، حسبي الله ونعم الوكيل".
"ديروا بالكم عليه أمانة"
وبعدما عثرت عليه لم تفارق السيدة طفلها الصغير الذي كان يتلقى العلاج من الإصابة، وظلّت تكرر له: "هل أنت بخير يا أمي؟ لا عليك لا عليك"، ولم تتمالك الأم رؤية ابنها ملطخًا بالدماء.
وروت السيدة لمراسل "العربي"، أن الاحتلال الإسرائيلي قصف منزلًا بالحي الذي يقطنون فيه علمًا أن المنطقة ليس فيها سوى مدنيين ولا يعلمون ما حصل بالضبط.
وسرعان ما عادت الأم والتفت نحو ابنها الذي كان يبكي من شدة الوجع، فتوجّهت للطاقم الطبي الذي كان يعالجه قائلًة:" "ديروا بالكم عليه أمانة"، ليردّ عليها أحد العاملين قائلًا: "حاضر".
الأطفال يدفعون فاتورة العدوان
وبات إنقاذ الأرواح الصغيرة والبريئة في قطاع غزة، مهمة صعبة على الأطباء حيث تشتد صعوبتها كل يوم، إذ تصل أجسادهم الصغيرة إلى المستشفيات والمراكز الطبية من مواقع الهجمات بإصابات مروعة، بعضها جراء قصف يستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا.
ويتابع أطفال غزة بعيون قلقة وإيماءات حذرة، العدوان على المتواصل على طفولتهم وبيوتهم على وقع رعب مستمر بشكل يومي من جراء القصف الإسرائيلي.
وبينما يُقتل طفلًا كل 10 دقائق في القطاع المحاصر، يصبح معظم من ينجو من هؤلاء الأطفال دون عائلة، فيما يبقى آخرون تحت الركام لساعات حتى الموت، وسط تجاهل حكومة الاحتلال الإسرائيلي لدعوات المجتمع الدولي واستغاثات المنظمات الإنسانية بوقف إطلاق النار.