نظم مئات الإعلاميين والكتاب اعتصامًا داخل ردهة صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية حاملين شعاراتٍ تطالب هيئة تحرير الصحيفة، باتخاذ موقف حازم مما يجري في غزة والدعوة إلى وقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.
فلطالما كانت الصحافة وسيلةً تستخدمها الحكوماتُ لمنع تداول المعلومات والحقائق الكاملة للقضايا السياسية خلال الأزمات والحروب، لكن الشعوب أصبحت تلجأ لاستخدام السلاح ذاته في مواجهة سياسات التعتيم والتضليل.
تنديد بدعم الصحافة لإسرائيل
في التفاصيل، انتشرت لقطات من اعتصام الإعلاميين والكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر المعتصمون وهم يحملون لافتاتٍ تندد بموقف الصحيفة الداعم لإسرائيل بحسب تعبيرهم، ويتهمونها بالانحياز إلى تل أبيب في تغطيتها للحرب.
وفي الجانب الآخر من بوابة الصحيفة الرئيسية، هتف آخرون "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستتحرر".
كما قرأوا أسماء آلاف الفلسطينيين الذين استُـشهدوا في غزة، بمن فيهم عشراتُ الصحافيين الذين سقطوا ضحايا العدوان الإسرائيلي.
وعلى سبيل المثال هتفت إحدى المشاركات في الاعتصام: "أوقفوا إطلاق النار الآن. محمد جلعون قتل من قبل إسرائيل في السابع من أكتوبر. أوقفوا إطلاق النار، محمد الصالحي قتل في العدوان على غزة بتاريخ 7 أكتوبر".
ولم يتوقف المحتجون عند هذا الحد، بل وزعوا أعدادًا من صحيفة وهمية عنونوها "نيويورك جرائم الحرب" تتهم من خلالها وسائل الإعلام "بالتواطؤ في عملية غسل أموال الإبادة الجماعية".
التفاعل مع الوقفة الاحتجاجية
أما رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فتفاعلوا مع هذه الوقفة الاحتجاجية داخل مقر الصحيفة الأميركية التي تعد الأشهر في الولايات المتحدة.
وعبّر الناشط "إيرونيست" أن "هذا الموقف هو محل تقدير كبير، وقد اتخذ المجتمع المثقف خطوة مهمة بهذا الشأن".
ورأى محمد أنس التشودري أن "إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية والفلسطينيون يستحقون حياة أفضل."
كما علق الناشط عبد الرحمن كاتبًا على منصة "إكس": "أبدت وسائل الإعلام الغربية منذ اليوم الأول من الحرب على غزة، انحيازها إلى إسرائيل ودعمت هذه الإبادة الجماعية".
انحياز "النيويورك تايمز"
يذكر أن "النيويورك تايمز" أجبرت مطلع الشهر الجاري الصحافية الأميركية جازمين هيوز، على تقديم استقالتها من عملها في الصحيفة لتوقيعها على عريضة تتهم إسرائيل بمحاولة ارتكاب إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني.
وبررت الصحيفة الأميركية، في رسالة داخلية إلى موظفيها، قرار الفصل بأنه يأتي لمخالفة هيوز السياسة الداخلية لغرفة الأخبار.
كما سبق وتعرّضت الصحيفة الأميركية لهجوم من قبل متابعيها بسبب "تحريفها" لبعض الأخبار المتعلقة بعملية "طوفان الأقصى"، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأبرز هذه الانتقادات جاءت بعد اقتطاع الصحيفة شهادة الأسيرة الإسرائيلية التي أفرجت عنها كتائب القسام في غزة في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث وجد المتابعون أن هذا الاقتطاع يخدم الدعاية الإسرائيلية.