تعددت قراءات الصحف الغربية للموقف الأميركي الداعم وبشكل مطلق لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة والرافض حتى الآن لوقف إطلاق نار دائم والاكتفاء بهدنة إنسانية.
وبينما تستبعد بعضها دعم أميركا لوقف العدوان قريبًا، أشارت أخرى إلى حسابات قد تجبر الولايات المتحدة أخيرًا على وقف العدوان بغضون أسابيع.
موقع "بوليتيكو" يستبعد وقف العدوان
وأشار موقع "بوليتيكو" إلى أن "إدارة الرئيس جو بايدن تواجه ضغوطًا من الديمقراطيين التقدميين والمسؤولين العرب وحتى بعض الدبلوماسيين الأميركيين لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة".
ولفت إلى أن "الإدارة تضغط على إسرائيل الوقت الحالي للسماح بوقف العدوان مؤقتًا لأغراض إنسانية وتحييد المدنيين خلال قصفها".
وأضاف الموقع أن المسؤولين الأميركيين حين يتحدثون عن هذا الصراع يشيرون إلى نقاط رئيسية وهي: دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وإطلاق سراح الأسرى لدى حماس والمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية.
"نيويورك تايمز" تشير لوهم فقد صدقيته
أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحاول على نحو متزايد الموازنة بين دعمها لإسرائيل والدعوات لحماية المدنيين الفلسطينيين وتوفير "هدنة إنسانية" في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
ونشرت الصحيفة مقالًا أوضح أنه يتعين على الأصوات التي تعارض وقف إطلاق النار ومن بينها الولايات المتحدة أن تكف عن تشجيع إسرائيل على التمسك بالوهم الذي فقد صدقيته تاريخيًا والذي يقول "إن المقاومة المسلحة المتجذرة في شعب مضطهد يمكن القضاء عليها من خلال استخدام أساليب عسكرية أكثر شراسة".
وبحسب كاتب المقال، فإن نجاح المفاوضات التي تتوسط فيها قطر لإطلاق الأسرى لدى حماس بالتزامن مع هدنة مؤقتة، يمكن أن يشكل زخمًا دوليًا وضغوطًا خارجية على إسرائيل لإنهاء عدوانها على غزة.
"بلومبرغ" تتحدث عن ازدواجية المعايير
وفي المقابل، اعتبر أندرياس كلاث في "بلومبرغ" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتجاهل الولايات المتحدة فحسب، بل يجعلها تبدو منافقة في نظر الكثير من دول العالم.
ورأى أن "بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن المخلصين لأمن إسرائيل لا يبديان فاعلية لوقف العدوان، فهدفهما المباشر هو إظهار الدعم لإسرائيل ومنع وقوع كارثة إنسانية في غزة في الوقت نفسه".
كما تساءل الكاتب: "ألا تطبق الولايات المتحدة، من خلال انحيازها إلى إسرائيل دون قيود، معيارًا إنسانيًا مختلفًا في غزة عن ذلك الذي تحضّ العالم على الدفاع عنه في أوكرانيا؟".
"إيكونوميست" تشير لحسابات انتخابية
أمّا مجلة "إيكونوميست" البريطانية، فرأت أنه إذا أراد الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء الحرب، فسيكون من الصعب على إسرائيل أن تتجاهله، ولكنه حتى الآن يدعم الهدنة الإنسانية للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في واشنطن أن الأمر سيستغرق عدة أسابيع أخرى كي يغيّر بايدن موقفه ويدعو إلى وقف إطلاق نار.
وبررت المصادر ذلك بسبب انخفاض معدلات تأييد الرئيس الأميركي بين الناخبين العرب الأميركيين، الأمر الذي قد يضر به في العام المقبل في الولايات الحاسمة مثل ميشيغان.