نفت فصائل فلسطينية في غزة، اليوم الأحد، صحة الاتهامات الإسرائيلية لها باتخاذ المدنيين دروعًا بشرية خلال المواجهات في القطاع، معتبرة ذلك ذريعة لاستهداف المدنيين، ومحاولة لتبرئة جنودها من مجازر المستشفيات عبر "الأكاذيب والادعاءات".
جاء ذلك في بيان صادر عن لجنة المتابعة لائتلاف القوى الوطنية والإسلامية (مكونة من ممثلين عن الفصائل الفلسطينية)، نقله الموقع الرسمي لحركة "حماس".
وبشكل مكثف، يستهدف الجيش الإسرائيلي مستشفيات القطاع، لا سيما مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة؛ بذريعة وجود أنفاق ومقرات تابعة للمقاتلين الفلسطينيين، وهو ما نفته وزارتا الداخلية والصحة داخل القطاع مرارًا.
وكانت حركة "حماس" قد دعت إلى تشكيل لجنة تحقيق أممية لزيارة المستشفى وتفقده لتفنيد المزاعم الإسرائيلية.
إسرائيل تكذب لتبرئة جنودها من مجازر المستشفيات
وقالت القوى الفلسطينية: "ننفي جملة وتفصيلًا كل ما ذكره قادة الاحتلال الإرهابيين مساء أمس السبت، ونعتبرها أكاذيب باطلة، بما في ذلك الحديث عن اتخاذ المدنيين دروعًا بشرية".
وتابعت: "مرة أخرى يخرج علينا قادة العدو الصهيوني بالأكاذيب والادعاءات الباطلة محاولين تبرئة الجنود القتلة من المجازر والجرائم التي يرتكبها ضد أبناء شعبنا الأبرياء، بما في ذلك جرائم الاعتداء على مستشفيات غزة، وفي مقدمتها مستشفى الشفاء والرنتيسي للأطفال ومستشفى النصر للعيون ومستشفى الإندونيسي ومستشفى القدس".
وأضافت القوى الفلسطينية أن "الجرائم الصهيونية تمت بالصوت والصورة، ووسائل الإعلام شاهدة على ذلك، رغم تعرضها للتهديد والترهيب، ورغم منع عشرات الوكالات وشبكات التلفزة العالمية من التواجد بغزة".
وشددت على أن هذه الاتهامات تهدف إلى "التعمية على الفشل الذريع الذي مني به العدو (إسرائيل)، والتغطية على الكذب الذي ساقه، عندما صوروا المستشفيات (على) أنها أهداف عسكرية".
ولفتت إلى أنها طالبت "الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بالتواجد في هذه المستشفيات المستهدفة والمهددة، لكشف الحقائق والوقوف أمام مسؤولياتها في حماية هذه المستشفيات، ومنع جيش وحكومة الاحتلال من تزييف الحقائق".
حصار إسرائيلي مستمر لـ"الشفاء الطبي"
إلى ذلك، بات مستشفى الشفاء الطبي في قطاع غزة تحت وطأة حصار دبابات الاحتلال، وعلى وقع قصف مكثف جوًا وأرضًا وبحرًا.
ويبرز الشفاء باعتباره هدفًا مركزيًا للاحتلال دعاية وهجومًا إلى جانب مستشفيات أخرى مثل القدس والإندونيسي ضمن ما يعرف بمربع مستشفيات يشدد الاحتلال الخناق عليها.
وأسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد مرضى وجرحى ونازحين تباعًا، جراء أحزمة نارية كبيرة، وفقدان المشافي القدرة على تقديم الخدمة.
وفيما يركز الاحتلال من استهدافه المشافي عامة والشفاء خاصة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه يهدف إلى تحقيق أمرين أولًا منع وصول جرحى جدد إليها، وثانيًا إبعاد آلاف النازحين الموجودين في مرافق المستشفيات المستهدفة، في هدفين يؤكدان بلسان إسرائيل نفسها أنهما لا يتعلقان بأي غاية عسكرية أو ببنية المقاومة.
مستشفى الشفاء
ويبدو مستشفى الشفاء هدفًا مركزيًا بوصفه أكبر مجمع طبي في القطاع يضم ثلاثة مستشفيات متخصصة، فهو يخدم سكان المنطقة الشمالية قبل الحرب وخلالها.
ويؤدي مجمع الشفاء دورًا أساسيًا خلال العدوان الإسرائيلي، ويستقبل المصابين، وتجرى فيه العمليات الجراحية. كما يحتضن نحو 25% من مجمل العاملين في مستشفيات القطاع كلها.
ويوجد في ساحات المستشفى ومرافقه قرابة 60 ألف نازح يدك بهم الاحتلال بالقذائف المدفعية والجوية، في خناق عسكري إسرائيلي لمستشفى الشفاء ونظرائه، واستهداف لكل مقومات صمود السكان في المنطقة الشمالية للقطاع.