Skip to main content

الاحتلال يحاول تلميع صورته بغزة.. هل ينجح يتغيير الرأي العام العالمي؟

الأربعاء 15 نوفمبر 2023
قوبل التسجيل الدعائي لتوزيع جنود الاحتلال المياه في غزة بسخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي

تحاول إسرائيل تلميع صورتها أمام عدسات الكاميرا، بعد نشر جيش الاحتلال تسجيلًا يظهر جنودًا يوزعون الماء على الفلسطينيين في غزة.

فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، يشن الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى تدمير واسع في المباني والبنى التحتية.

وجاء هذا التسجيل بعد 40 يومًا من قطع الاحتلال الإسرائيلي الماء عن قطاع يسكنه أكثر من مليوني شخص، كثير منهم فقد حياته ظمأ، وهو يأمل فقط شربة ماء ترويه قبل أن يفارق الحياة.

كذب دعاية الاحتلال في غزة

ويواصل الاحتلال دعايته دون أي تردد، حيث يظهر مسعف إسرائيلي في مقطع آخر وهو يمثل دوره طمأنة أم فلسطينية على طفلها، ويتناسى أنه قتل منذ بدء العدوان 5000 آلاف من أقرانه.

لكن حبل الكذب قصير، فقبل 5 أيام نشر الاحتلال صورة جندي بدا يساعد مسنًا فلسطينيًا اسمه بشير حجي في عبور الممر الآمن المزعوم، قبل أن تظهر صورة لاحقة للعجوز وقد أعدم ميدانيًا في جريمة وثقها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

وقوبل التسجيل الدعائي لتوزيع المياه في غزة بسخرية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، فعلى منصة "إكس" غرد نادر ماهر وتساءل ساخرًا: "هل أجبتم على هذا السؤال هل ترتكب القوات الإسرائيلية جرائم حرب في غزة؟ هذا التسجيل أمر يدعو إلى السخرية فعلًا".

أما يوسف محسن فقد وصف التسجيل الدعائي بأنه محاولة يائسة أخرى للإفلات من مسؤولية قتل آلاف الأطفال على امتداد 15 عامًا من الحرب على غزة وحصارها، قائلًا: "لم يبدأ الأمر في السابع من أكتوبر، بل في 1948"، على حد قوله.

واتهمت مغردة أخرى أطلقت على نفسها اسم RHYMES OF HISTORY جيش الاحتلال بجمع من ظهروا في التسجيل عنوة لتصويره لأغراض دعائية، في وقت تمنع فيه إسرائيل وصول المعونة الإنسانية الحقيقية إلى سكان غزة، وتقطع عنهم الكهرباء والوقود والمياه.

أما محمد علي فتهكم كاتبًا: إنه "ألطف جيش في العالم، جيش يقدم المعونة، ويقول: "التقط لي صورة وأنا أساعدهم، لكن اجعل العالم ينسى أننا قصفنا بيوتهم ومستشفياتها وقطعنا عنهم الغذاء والماء والكهرباء والإنترنت".

وغرد حساب BEST OF TIMES قائلًا: "شاهدنا هذا من قبل، ما لم نره هو ما يحدث لاحقًا عندما تطلقون النار على هؤلاء".

حملة بائسة

وبشأن دلالات هذه الحملات الدعائية المزيفة التي يطلقها جيش الاحتلال، اعتبر أستاذ الإعلام والاتصال السياسي بجامعة قطر نور الدين الميلادي أن هذه حملة الاحتلال الدعائية هي بائسة، معربًا عن اعتقاده أنها ردة فعل لتنامي الوعي ليس فقط في فلسطين والمنطقة العربية ولكن حول دول العالم وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية حيث الضغط بدأ يؤتي أكله.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من اسطنبول أن هناك وعيًا متناميًا لدى الرأي العام العالمي عمومًا حول جرائم الاحتلال التي تقترف كل يوم، مشيرًا إلى أن إسرائيل تقتل الضحية وتمشي في جنازتها.

وتابع الميلادي أن حملات الاحتلال تسخر من عقول الناس، مشيرًا إلى أن هناك محاولات في تزوير وتزييف الوعي هي تفشل كل يوم، كتوزيع المياه الذي أوقفه جيش الاحتلال عن سكان غزة منذ الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى الكهرباء، وكل الخدمات الأخرى، ناهيك عن المواد الغذائية.

ولفت إلى أن هذه الحملات لم تتوقف على توزيع المياه، بل هي حملات متعددة فيما يتعلق بمحاولة كذلك فبركة أحداث لم تحدث.

وأعرب الميلادي عن اعتقاده أن ما حدث من حراك دولي، خاصة المسيرات والمظاهرات في الغرب، يشير إلى أن هناك فقدانًا للتوازن فيما يتعلق بالرواية الإسرائيلية التي أرادوا لها أن تنجح، ولكن حبل الكذب دائمًا هو قصير.

وفيما استبعد أن يغير الاحتلال الإسرائيلي الرأي العام من خلال الصور التي ينشرها، لفت الميلادي إلى أن العالم الآن في مرحلة تاريخية فاصلة فيما يتعلق بهذا الصراع.

وتابع أن ما حققه الاحتلال في عدوانه هو تدمير البنية التحتية والمباني في غزة وفي بعض مدن الضفة الغربية، وقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني، موضحًا أن هذا الأمر ينفي كل ما يدعي الاحتلال بأنه حقق اختراقًا فيما يتعلق بالسيطرة على المقاومة سواء في غزة أو في مناطق أخرى.

وخلص الميلادي إلى أن الوضع الآن في مرحلة الارجعة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول أن يطيل أمد الحرب لكي يتمكن من تحقيق أكثر ما يمكن من الدمار.

المصادر:
العربي
شارك القصة