الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اتفاق "وشيك" على هدنة وتبادل أسرى.. الأزمة الإنسانية تتفاقم في غزة

اتفاق "وشيك" على هدنة وتبادل أسرى.. الأزمة الإنسانية تتفاقم في غزة

شارك القصة

حذرت اليونيسف من "مأساة" صحية ترتسم في قطاع غزة بسبب نقص الوقود والمياه
حذرت اليونيسف من "مأساة" صحية ترتسم في قطاع غزة بسبب نقص الوقود والمياه - أناضول
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الرئيس الأميركي جو بايدن ساعد في تحسين الاتفاق، لافتًا إلى أن إطلاق الأسرى سيتم على مراحل.

في اليوم السادس والأربعين من العدوان الإسرائيلي على غزة، طغت الأخبار عن قرب التوصل إلى اتفاق للهدنة يشمل تبادلًا للأسرى على المشهد السياسي، بينما تواصل القصف الإسرائيلي وسقوط مزيد من الشهداء.

فمساء، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن من البيت الأبيض أن اتفاقًا بشأن الإفراج عن أسرى تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة بات وشيكًا جدًا. 

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن "صفقة الرهائن مع حماس أصبحت قريبة لكنها ليست نهائية"، مضيفًا أن "تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لا يتوقف على صفقة الرهائن".

وفي إسرائيل توالت الاجتماعات الحكومية ليلًا للبحث في تفاصيل الاتفاق، بعدما أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق إلى "تقدم" في هذا الملف، معبرًا عن أمله في أن "تكون هناك أخبار جيدة قريبًا".

نتنياهو اعتبر أن "الحكومة الإسرائيلية تواجه قرارًا صعبًا الليلة لكنه القرار الصحيح"، وقال إنه "سيتم إطلاق سراح الرهائن على مراحل وإن الرئيس الأميركي ساعد في تحسين الاتفاق ليشمل المزيد من الرهائن".

اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى

وشدد على أن القيادات الأمنية تدعم القرار بالكامل وتقول إن الاتفاق سيسمح للجيش بالاستعداد لمواصلة القتال، لافتًا إلى أن "الحرب مستمرة وستستمر حتى نحقق جميع أهدافنا".

بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية أن الحركة سلمت ردها على المقترح الأخير بشأن الهدنة إلى الجانبين القطري والمصري بانتظار رد الاحتلال.

وفي وقت سابق، أكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن الوساطة التي تقودها الدوحة بشأن التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة "وصلت إلى مرحلة نهائية".

إلا أن الأنصاري لفت إلى أنّ "التسريبات لا تخدم الوساطة والمسار التفاوضي للتوصل إلى الهدنة".

من جهة ثانية، شددّ المتحدث باسم الخارجية على أن المساعدات القطرية مستمرة وجزء كبير منها دخل إلى قطاع غزة، كاشفًا في هذا الصدد أن بلاده أرسلت 13 طائرة تحمل 492 طنًا من المساعدات لإغاثة أهالي قطاع غزة.

الإفراج عن أسرى وإدخال مساعدات

وبحسب مراسلة "العربي" في تل أبيب كريستين ريناوي فإن اتفاق تبادل الأسرى يقضي بالإفراج عن 50 على الأقل من الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة، مقابل الإفراج عمّا لا يقل عن 150 من الأسيرات والأسرى الأطفال من سجون الاحتلال.

ولفتت إلى أن الإفراج سيكون خلال 4 أيام من وقف إطلاق النار المؤقت، وسيتم إدخال 300 شاحنة مساعدات على الأقل من مصر إلى قطاع غزة.

ومما رشح من الإعلام الإسرائيلي الذي نشر بنود الصفقة أنه سيتم وقف الطيران الاستخباري في سماء قطاع غزة، بما في ذلك شمالًا لمدة 6 ساعات، وفق مراسلتنا.

وليلًا، أعلن أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عبر تيليغرام وفاة الإسرائيلية حنا كتسير التي كانت محتجزة لديها.

وقال في بيان: "سبق وأبدينا استعدادنا لإطلاق سراحها لأسباب إنسانية، ولكن مماطلة العدو أدت إلى فقدان حياتها".

أكثر من 14 ألف شهيد في غزة

ميدانيًا، ارتفع عدد الشهداء في العدوان على غزة إلى 14 ألفًا و128، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في آخر حصيلة أعلن عنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مساء الثلاثاء.

ومن بين هؤلاء الشهداء أكثر من 5840 طفلًا، و3920 امرأة، فيما أحصى المكتب أكثر من 33 ألف إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء.

ولم يوفر القصف الإسرائيلي المستشفيات، حيث سقط شهداء بينهم طبيبان وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مستشفى "العَودة" في بلدة جباليا شمال القطاع.

كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية جديدة استهدفت منزلًا في مخيم النصيرات وسط القطاع؛ تسببت في استشهاد 17 فلسطينيًا على الأقل بينهم أطفال ونساء.

ومساء، استشهد عشرة أشخاص وأصيب 22 آخرون في ضربة إسرائيلية على مبنى سكني في خان يونس بجنوب القطاع.

اشتباكات ضارية

يأتي ذلك بينما تواصلت المعارك على الأرض بين المقاومين وقوات الاحتلال التي تتوغل في محاور من غزة. ومساء، أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت قوات إسرائيلية في كمين ومنزل بمنطقة "جحر الديك" جنوب شرق مدينة غزة.

كما أعلنت على قناتها بـ "تلغرام" أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية "ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".

هذا وأكدت "سرايا القدس" وقوع "اشتباكات ضارية مع قوة صهيونية راجلة ظهر الثلاثاء وإيقاع عناصرها بين قتيل وجريح في محور بيت حانون".

على الصعيد الإنساني، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر حيث تكتظ المستشفيات بالجرحى في خضم نقص المياه والوقود وخطر انتشار الكوليرا.

تخوف من مأساة صحية في غزة

وفي هذا الإطار، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن "مأساة" صحية ترتسم في قطاع غزة بسبب نقص الوقود والمياه.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أشار لـ"العربي" إلى أن مجلس الأمن يبحث مشروعَ قرار قدمته القاهرة من أجل تسريعِ إدخالِ المساعدات إلى غزة.

دبلوماسيًا، أدان البيان الختامي لقمة "بريكس" كافة أشكال التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم سواء بشكل جماعي أو فردي.

وأدان بيان القمة التي عقدت بشكل افتراضي "جميع أعمال العنف والاستفزاز والتحريض والتدمير، بما في ذلك الهجمات العشوائية واستهداف البنية التحتية المدنية وجرائم الحرب التي تستهدف المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين".

هذا وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك، الثلاثاء، مع نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، بالقصر الرئاسي في العاصمة الجزائر، رفض بلاده للهجمات الإسرائيلية في غزة، التي تحولت إلى "عقاب جماعي".

من جهته، قال تبون إنه أكد مع نظيره التركي على ضرورة محاكمة المسؤولين عن "الإبادة" في قطاع غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

في غضون ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي استئناف إرسال مساعدات التنمية إلى فلسطين، بعد ما كان علقها مؤخرًا "لمراجعة ما إذا كانت حركة حماس تستفيد منها أم لا" بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على ما يقول.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close