بعد دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ يوم الجمعة، عادت حركة شبه اعتيادية للفلسطينيين في مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما يشكو المواطنون من غياب السلع الأساسية وارتفاع أسعار الخضروات الموجودة.
ورصد "العربي" شهادات مؤلمة لواقع الحال خلال الهدنة المؤقتة التي بدأت الجمعة، حيث وصف سكان المخيم الوضع بالمأساوي.
وعلى مدار 48 يومًا، شن الاحتلال الإسرائيلي آلاف الغارات على قطاع غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، ودمر عشرات آلاف المساكن.
ويتم بموجب الهدنة المؤقتة التي تستمر لـ4 أيام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إطلاق 50 محتجزًا إسرائيليًا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.
"العربي" يرصد الوضع في مخيم البريج
وأفاد مراسل "العربي" من مخيم البريج باسل خلف، بأن الحركة عادت تقريبًا إلى سوق المخيم الذي حل في مرافقه الحيوية دمار كبير، بالإضافة إلى الضرر في مخابزه وحتى البنايات المجاورة له.
وأضاف أن سكان المنطقة بدأوا يتسوقون في السوق، حيث أخذوا البسطات التجارية بديلًا عن المحال التي لا يزال جزءًا منها يعمل بشكل جزئي.
وأظهرت كاميرا "العربي" بعض واجهات المحال التجارية التي دمرت، فيما أشار مراسلنا إلى أن عددًا كبيرًا من المنازل المجاورة للمحال قصفت في أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي حديث لـ"العربي" دعا أحد سكان المنطقة إلى أن تعود الحياة في غزة وأن تبدأ من جديد، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الوضع سيئ جدًا، حيث حل الدمار على الجميع.
وأضاف أن ما يوجد في السوق من سلع هي بعض أنواع الخضار، لكنها بأسعار مرتفعة، لافتًا إلى أن الحالة المادية للسكان صعبة جدًا، وليس بمقدورها الشراء في ظل ارتفاع الأسعار.
وفيما تابع المواطن الفلسطيني أنه منذ يومين وهو ينتظر أن تصله مياه الشرب، قال إنه لم تصله أي مساعدات حتى الآن.
وتابع أنه يستخدم الحطب في ظل عدم وجود غاز الطهي، مشيرًا إلى أن ابنه منذ أمس وهو ينتظر دوره للحصول على الغاز.
"وضع مأساوي"
وفيما عادت الناس إلى منازلها المدمرة، تساءل إلى أين سيذهب الناس، مشيرًا إلى أن الحالة سيئة جدًا في المدارس حيث يوجد النازحون.
وأردف أن الناس يذهبون إلى مراكز الإيواء من أجل الحصول على بعض المساعدات الغذائية.
من جانبها، تمنت سيدة فلسطينية تمديد الهدنة، مشيرة إلى أن الوضع مأساوي والبيوت مدمرة على أهاليها، حيث بدأت رائحة الجثث تفوح من تحت الركام.
وشكَت السيد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأسعار غاز الطهي.
وأضافت أن الناس عادت إلى منازلها للبحث عن أولادها، معتبرة أن هذا الأمر أفضل من الطعام والشراب.
السيدة الفلسطينية التي أشارت إلى أن أهالي المنطقة يحدثون أولادهم وهم أموات تحت الأنقاض، تساءلت وهي تبكي أين هم حكام العرب؟، أين العالم وأين الديمقراطية والحرية والإنسانية التي يتحدثون عنها؟.
وقال مواطن آخر لـ"العربي": إن لديه أقارب ما زالوا تحت الأنقاض منذ شهر، موضحًا أنه لا يوجد معدات لكي يتم إخراجهم من تحت ركام المنزل.
وتابع: لا يوجد مكان للناس لكي يحتموا به، بسبب كثافة الناس في مراكز الإيواء، واصفًا الوضع بالمأساوي.