يرصد مراسل "العربي" صالح الناطور الدمار الكبير الذي حلّ بمنطقة عبسان الكبيرة في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث سويت مربعات سكنية كاملة بالأرض.
ومن حي أبو طعيمة بعبسان الكبيرة، يوضح الناطور أن هذا الحي هو من الأكثر تضررًا شرقي خانيونس التي ما زالت أصوات إطلاق الرصاص من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تسمع فيها رغم الهدنة الإنسانية المؤقتة.
إطلاق نار على المواطنين رغم الهدنة
فقد أكد مراسل "العربي" سماع إطلاق رصاص اليوم الثلاثاء على المنطقة الحدودية من عبسان الكبيرة، فيما أفاد شهود عيان بأن ذلك تكرر أيضًا خلال الأيام الماضية رغم سريان الهدنة الإنسانية المؤقتة قبل 5 أيام.
كما يشرح الناطور أن عبسان تعدّ منطقة زراعية حيث يحاول المواطنون منذ بداية الهدنة الوصول إلى أراضيهم هناك، لكنهم يتعرضون لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال التي تحاول منع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم.
وتنقل كاميرا "العربي" الدمار الكبير الذي حلّ بالمنطقة جراء القصف الإسرائيلي المكثّف خلال العدوان على غزة، حيث سويت عشرات المنازل والأبنية بالأرض، فيما تعرض ما بقي منها لدمار جزئي وباتت غير صالحة للسكن.
ويلفت مراسلنا من خانيونس، إلى أن بعض هذه المنازل هو حديث البناء ناقلًا في هذا الصدد عن بعض السكان تأكيدهم أن بعض الشبان الذين كانوا ينون الزواج في المنطقة قد شيّدوا قبل أسابيع قليلة من الحرب طوابق جديدة في بعض الأبنية، لكن العدوان أتى ليدمر كل الطوابق القديمة منها والجديدة.
كذلك، تضرّرت البنية التحتية والشوارع في عبسان بشكل هائل، بحيث لا تصلها لغاية الآن لا المياه، ولا الكهرباء، حتى إن شبكات الاتصالات ضعيفة جدًا فيها.
استهداف دائم
بدوره، يتحدث "أبو خليل" أحد سكان عبسان أن هذه المنطقة تتعرض في كل مرة للاستهداف، فقد قصفها الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير فيما سبق وتضرّرت خلال حرب 2008 وحرب 2014.
ويؤكد أبو خليل لـ"العربي" أن سكان منطقته يعيشون حياةً بسيطة قائمة على الزراعة، حتى إنه وصف حياتهم "بالبائسة" إذ يتعرضون للاستهداف في مزارعهم وتقصف بيوتهم.
ويشير المواطن الفلسطيني إلى أنه خلال أيام الهدنة، يعمد سكان عبسان على تفقد وانتشال ما يمكن انتشاله من أغراض دفنت تحت الركام، بينما يتعرضون لتهديد يومي من قبل قوات الاحتلال التي تحذّرهم من أن هذه المنطقة تعد منطقة حرب وهي غير آمنة حتى في الوقت الحالي.