اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس السبت، أن توفير الحماية للمدنيين في قطاع غزة ضروري لتحقيق الانتصار للاحتلال الإسرائيلي في ما وصفه بـ"حرب المدن".
واستأنفت إسرائيل عدوانها على غزة بعد 7 أيام من الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي سمحت بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر وبتبادل للأسرى مع المقاومة.
وقد استشهد من جراء قصف الاحتلال خلال الساعات الماضية أكثر من 200 فلسطيني ما رفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 15207، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 40650 وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
"دروس" أوستن في حرب المدن
وأشار أوستن أمام منتدى ريغان للدفاع الوطني في كاليفورنيا، إلى أنه "تعلم درسًا أو اثنين عن حرب المدن"، لافتًا إلى أن "العبرة ليست في أنه يمكنك الانتصار في حرب المدن من خلال حماية المدنيين. العبرة هي أنه لا يمكنك الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر، شنّت هجمات ضد القوات الأميركية في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال أوستن "لن نتسامح مع الهجمات ضد الجنود الأميركيين. لذا يجب أن تتوقف هذه الهجمات".
وأضاف "وإلى أن تتوقف، سنفعل ما يتعيّن علينا فعله لحماية قواتنا وتكبيد من يقومون بمهاجمتها الخسائر"، على حد تعبيره.
"يعلمون ماذا يفعلون"
وتعليقًا على تصريحات أوستن، لفت الصحفي المختص بالشأن الأميركي محمد السطوحي إلى أن كلام وزير الدفاع الأميركي بشأن ضرورة حماية المدنيين في قطاع غزة الذين وصفهم بمركز الثقل في هذه الحرب "صحيح في إطار التجربة والخبرة التي نالها من قيادته لقوات التحالف في العراق ضد تنظيم الدولة".
ورأى في حديثه لـ"العربي" من نيويورك، أن المشكلة هي في تمييز أوستن بين النجاح التكتيكي والنجاح الإستراتيجي، مشيرًا إلى أن الوزير الأميركي يعتبر أن الأهداف الإستراتيجية الأميركية في العراق متفقة مع الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية في غزة أو في الضفة الغربية.
وبينما أكد وجود فارق كبير بين تلك الأهداف، شدد على أن الدروس التي يتحدث عنها وزير الدفاع الأميركي في العراق تختلف تمامًا عن تطبيقها عمليًا في غزة.
وتابع: السبب أن واشنطن لم تكن تفكر في ضم العراق أو في تهجير سكانه أو ضمه أو احتلاله بشكل دائم؛ وهي أمور تختلف عما تفكر به تلك الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل والتي لا تخفي أهدافها الإستراتيجية المرتبطة بالعودة عسكريًا والسيطرة الأمنية الكاملة على القطاع.
وأشار إلى أن الهجوم على المدنيين وتعرضهم لما نراه من صور فظيعة ربما يكون مفيدًا للإستراتيجية الإسرائيلية التي تنظر لتلك العملية العسكرية في إطار هدف أكبر؛ هو تهجير السكان وربما دفعهم نحو الحدود الجنوبية ووجودهم في دول أخرى.
وختم بالقول: لذا إن تحذير الإسرائيليين من أن الهجوم على المدنيين يمكن أن يكون ضارًا إستراتيجيًا لا يذهب ربما إلى آذان مفتوحة، لأنهم في هذه الحالة يعلمون ماذا يفعلون.