جمدت أربع من أصل خمس شركات شحن بحري هي الأكبر في العالم، رحلاتها عبر مضيق باب المندب، وذلك في أعقاب اختطاف سفينة وتعرض سواها لنيران جماعة الحوثي في اليمن، الذين يرون أنها تتعامل مع إسرائيل التي تواصل عدوانها على غزة.
وتستحوذ الشركات الأربع على 50% من إجمالي حركة تجارة الحاويات في العالم.
وقد أعلنت شركة "إم إس سي"، وهي الأكبر على الإطلاق في قطاع شحن الحاويات، عن تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر، ما يعني تعذر نقل حمولاتها من أوروبا إلى آسيا وبالعكس، إلا في حالة التفافها عبر رأس الرجاء الصالح.
والشركة السويسرية الإيطالية التي تتبعها 700 سفينة تصل إلى 500 ميناء، و600 مكتب منتشرة في أرجاء العالم؛ تمتلك ناقلاتها طاقة استيعابية تتجاوز 4 ملايين و200 ألف حاوية نفطية.
ضرر بخطوط الملاحة بالبحر الأحمر
كما أعلنت العملاقة الدنماركية "ميرسك لاين" عن وقف رحلاتها عبر باب المندب، في أعقاب تعرض سفينتها "جبل طارق" لصاروخ حوثي، بينما كانت في طريقها من صلالة العمانية إلى جدة السعودية، ما سيتسبب في تعطيل نشاط أسطولها المؤلف من 740 سفينة.
بدورها قررت مجموعة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية اقتفاء أثر سابقاتها، وهو ما سيلحق الضرر بخطوطها الملاحية البالغ عددها 257 خطًا، تقوم على خدمتها 566 سفينة و130 ألف موظف.
أما الألمانية "هاباغ لويد" فقررت أيضًا تجميد رحلاتها عبر البحر الأحمر لغاية 18 من الشهر الحالي، على أن تنظر بعد هذا التاريخ في تمديده أو إلغائه، إذ تخشى تضرر خطوطها الملاحية البالغ عددها 123 والتي يقوم على خدمتها 14 ألف موظف و248 سفينة.
ويلاحظ أن الشركات الأربع تنتمي إلى دول غربية، إذ لم تعلن "كوسكو" الصينية وهي رابع أكبر شركة شحن في العالم عن تجميد رحلاتها عبر باب المندب، وهو ما ينسحب على "إيفرجرين" التايوانية، و"هيونداي" الكورية الجنوبية.
هذا الواقع جدد المخاوف من تعثر سلاسل التوريد، التي بالكاد تعافت من تداعيات جائحة كورونا.
وحذرت شركة "إكس نيتا" النرويجية للخدمات اللوجستية، من احتمال تضاعف أسعار الشحن، وبالتالي السلع، في حال تصاعد المخاطر التي تعتري طريق السفن العابرة للبحر الأحمر.