توصّلت الولايات المتحدة وفنزويلا إلى اتفاق بوساطة قطرية يقضي بالإفراج عن 10 سجناء أميركيين مقابل الإفراج عن أحد المقربين من الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال مسؤولون أميركيون إنّ الرئيس جو بايدن اتخذ "القرار الصعب جدًا" بالإفراج عن أليكس صعب الذي كان مقربًا من الرئيس الاشتراكي والذي تتّهمه الولايات المتحدة بغسل الأموال لصالحه.
وتأتي عملية تبادل السجناء بعد موافقة الولايات المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على تخفيف العقوبات المفروضة على النفط والغاز في فنزويلا، بعدما أبرمت حكومة مادورو اتفاقًا مع المعارضة لإجراء انتخابات.
في المقابل، أطلقت كراكاس سراح 10 مواطنين أميركيين و20 سجينًا سياسيًا فنزويليًا، وأعادت هاربًا يدعى فات ليونارد الذي كان متورطًا في أسوأ فضيحة فساد للبحرية الأميركية.
ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله: "ممتنون لجهود قطر التي سهّلت المحادثات بين السلطات الفنزويلية والمسؤولين الأميركيين لتمهيد الطريق نحو انتخابات تنافسية عام 2024 وعودة الأميركيين المحتجزين هناك ظلماً".
وذكر البيت الأبيض أسماء أربعة من الأميركيين المفرج عنهم هم جوزيف كريستيلا، وإيفين هيرنانديس، وجيريل كينيمور، وسافوي رايت.
وتشير ماريا أليخاندرا بوليو وهي إحدى محاميات مجموعة "كواليشن فور هيومن رايتس أند ديموكراسي"، إن من بين المفرج عنهم لوك ألكزاندر دينمان وإيران بيري اللذان كانا يمضيان عقوبة بالسجن 20 عامًا بتهمة المشاركة في محاولة فاشلة للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عام 2020.
كيف علق مادورو على الإفراج عن إليكس صعب؟
وحينها، ادّعى مادورو أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان وراء الهجوم الذي قُتل فيه ثمانية من المهاجمين المفترضين، والذي قال إنه كان يهدف إلى تنصيب زعيم المعارضة خوان غوايدو مكانه.
ونفت الولايات المتحدة أي تورّط لها في ذلك الهجوم.
وقال مسؤولون أميركيون إنّ قرار منح صعب العفو كان صعبًا، ولكنّه ضروري من أجل إعادة الأميركيين المسجونين إلى وطنهم.
وفي هذا الإطار، اعتبر مادورو الإفراج عن أليكس صعب بأنه "انتصار للحقيقة".
بدوره، شدّد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي على أن نجاح هذه الوساطة يؤكد مجددًا مكانة دولة قطر كشريك موثوق على المستويين الإقليمي والدولي، كما يعكس دورها الفعال في صناعة السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وتطرّق إلى نجاح دولة قطر في التوسط في عدد من الملفات المهمة خلال السنوات الماضية، ومنها المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، وبين إيران والولايات المتحدة، ومفاوضات السلام في لبنان والسودان وتشاد، كما تستمر جهود الوساطة القطرية بين إسرائيل وحركة حماس بهدف وقف إطلاق النار في قطاع غزة.