بعد قطيعة وعقوبات اقتصادية دامت لسنوات، تغازل واشنطن كاراكاس صاحبة أكبر مخزون نفطي على الإطلاق، في ترجمة لمقولة أنّ العالم يحتكم للغة المصالح وأن العدو ينقلب صديقًا إذا ما اقتضت الضرورة.
ويأتي لجوء الولايات المتحدة إلى فنزويلا بالتزامن مع فرضها عقوبات على قطاع الطاقة الروسي، حيث كانت موسكو تغطي شطرًا من احتياجات واشنطن من النفط والغاز.
وقد بات الآن بإمكان واشنطن الاستعاضة عن روسيا بما تنتجه فنزويلا القريبة جغرافيًا، والمتعطشة للعودة بقوة إلى سوق الخام.
رفع الطاقة التصديرية
وتحوز فنزويلا خمس احتياطيات العالم من النفط، والتي تضاهي الـ300 مليار برميل. وهي تريد عبر تقاربها من الولايات المتحدة رفع طاقتها التصديرية. فطاقتها الراهنة تقل عن نصف مليون برميل ويمكنها مضاعفتها إن استعانت بالتقنيات ورأس المال الأميركي.
رغم الخلافات.. #أميركا تلجأ إلى #فنزويلا لتوفير النفط والأخيرة في موقف حرج pic.twitter.com/s3ZVSwxNj9
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 2, 2022
وتوفر فنزويلا الخام الثقيل، وهو منتج ضروري تبحث عنه مصافي التكرير الأميركية. وقد يصل إليها هذه المرة من الدولة اللاتينية التي قطعت واشنطن علاقاتها معها قبل 3 أعوام، في أعقاب انتخابات عزّزت مكانة نيكولاس مادورو رئيسًا للبلاد.
إلى ذلك، بدأت نتائج لقاءات وفد أميركي رفيع زار أخيرًا العاصمة الفنزويلية بالظهور؛ حيث شرعت كاراكاس في البحث عن ابتياع ناقلات نفط. ويُفهم من هذه الخطوة قرب فك القيود الأميركية المفروضة عليها؛ بما يتيح لها تعزيز صادراتها من الخام.
وتجري شركة "بي. دي. في. أس. إي" الحكومية اتصالات لشراء مجموعة من الناقلات، وفق ما أكد مالك هذه الأخيرة، والذين أبدوا استعدادهم لاستلام الخام الفنزويلي أو المنتجات النفطية الأخرى وإدراجها كدفعة ضمن حساب بيع سفنهم.
في غضون ذلك، تقف فنزويلا في موقف لا تحسد عليه، فالدولة العضو في تحالف "أوبك +" الذي تشارك روسيا في قيادته، تجد نفسها بين مطرقة علاقتها المتينة مع موسكو وسندان التقارب مع واشنطن وما يترتب عليه من منافع اقتصادية؛ وهي معادلة معقدة تحدد نتيجتها مستقبل هذا البلد اللاتيني.