حذّرت وزارة الصحة في غزة اليوم الجمعة، من أنّ مدينة رفح جنوب القطاع أصبحت منكوبة صحيًا بسبب الحرب الإسرائيلية، مؤكدة أنّ الطواقم الطبية عاجزة عن تقديم خدماتها.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان، إنّ "المستشفيات في رفح صغيرة، والطواقم الطبية عاجزة عن تقديم خدمات منقذة للحياة، وأنّ مستشفى أبو يوسف النجار برفح فقد السيطرة على تقديم الرعاية الصحية لمئات الجرحى، بسبب مجازر الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يزال يستخدم المساعدات الطبية سلاحًا لقتل المزيد من الضحايا في قطاع غزة".
وطالب بـ"إرغام الاحتلال على إدخال المساعدات بشكل عاجل حتى لا نصل لمرحلة كارثية تفوق المستويات"، مؤكدًا أنّ ما يدخل غزة لا يتجاوز 70 شاحنة يوميًا، بينما تتطلّب احتياجات السكان دخول ألف شاحنة مساعدات"، مشيرًا إلى وجود 53 ألف جريح داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج منهم 411 فقط للعلاج.
وفي السياق ذاته، قال مراسل "العربي" عبد الله مقداد من أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، إنّ الوضع الإنساني في تردٍ وتراجع مستمرين مع تقلّص دخول المساعدات من معبر رفح، مشيرًا إلى أنّ جيش الاحتلال يتحكّم بعدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة بألا تتجاوز الـ100 شاحنة يوميًا، ويُحدد شكل المساعدات فيها ووجهاتها.
وأضاف أنّ الحاجة إلى الأغذية والألبسة والأغطية والأدوية والمياه كبيرة، وأنّ القطاع يحتاج إلى ألف شاحنة يوميًا على الأقل لمدة شهرين لتلبية الاحتياجات.
"جريمة حرب" في إسعاف جباليا
وفي سياق متّصل ، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنّ اعتقال الاحتلال عددًا من موظّفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين (شمال)، واستمراره في اعتقال نحو مئة من الأطقم الصحية هو "جريمة حرب، وتعبير عن فاشية هذا العدو الذي يدمر القطاع الصحي بشكل ممنهج".
ودعت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الصحية والحقوقية العالمية "إلى الوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في حماية المنشآت والأطقم الطبية".
وأمس الخميس، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انقطاع الاتصال بمركز إسعاف جباليا شمال قطاع غزة، بعد اقتحامه من قبل جيش الاحتلال، مؤكدة اعتقال كل الطواقم والمسعفين، حيث اقتادهم إلى جهة مجهولة، بينما لا تزال النساء محاصرات وحدهن داخل المركز.
وتعيش مستشفيات قطاع غزة أوضاعًا صعبة في ظل غياب أدنى مقومات العلاج، وسط مخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين الذين يتخذون المشافي كملاجئ، في ظل القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع.
وصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على مستشفيات القطاع والطواقم الصحية، ضمن حربه المدمّرة المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي خلّفت حتى صباح الجمعة "20 ألفًا و57 شهيدًا و53 ألفاً و320 جريحًا معظمهم أطفال ونساء"، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.