يعتبر جيش الاحتلال الإسرائيلي الأنفاق في قطاع غزة تحديًا كبيرًا له، إذ أفاد مراسل "العربي" في تل أبيب، أن الجيش الإسرائيلي لا يزال مذهولًا من حجم الأنفاق الموجود في غزة.
ولا تقتصر صدمة جيش الاحتلال على طول تلك الأنفاق، بل بات الحديث في تل أبيب عن آلاف الكيلومترات الموجودة تحت الأرض، بعد تقديرات أولية في إسرائيل عن وجود بين 100 و200 كليومتر من الأنفاق بداية.
خدعة يحيى السنوار للاحتلال
وكان يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، قد تحدث العام الماضي عن 500 كليومتر من الأنفاق موجودة تحت الأرض، لكن إسرائيل اعتبرت أن الأمر مبالغ به، وفق ما نقل مراسل العربي أحمد دراوشة.
وبعد الاعتقاد الإسرائيلي أن حديث السنوار كان مبالغًا، فقد باتت تل أبيب على يقين أن آلاف الكيلومترات تشكل دائرة الأنفاق الممتدة تحت قطاع غزة، وسط صدمة من جيش الاحتلال حول حجمها.
وتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود معدات لدى حركة حماس لفتح أنفاق طويلة، تدعي إسرائيل أنها تصلح لشق سكك قطارات تحت الأرض بحسب ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت.
الصحيفة العبرية قالت إن هذه الأنفاق مبنية بطريقة يصعب اكتشافها أو تدميرها، حتى أن أحد الصحافيين في الصحيفة روى أن تلك الأنفاق مبنية بطريقة متشعبة جدًا، إلى درجة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشبه شبكة الأنفاق في غزة بالـ"سباغيتي" لتشعبها، وانتقالها من مكان إلى آخر.
"وصلتم متأخرين"
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، قد نشرت الإثنين الماضي مقطع فيديو ردًا على إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اكتشاف نفق للمقاومة في قطاع غزة، حمل عنوان: "وصلتم متأخرين.. المهمة أنجزت".
وظهرت في فيديو "القسام" مقاطع من اكتشاف الاحتلال للنفق وتجوّل وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت فيه، قبل أن تتبعها مشاهد من عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
واستغلت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الاهتمام الكبير لجيش الاحتلال بالأنفاق وملاحقته مكانها، لتقوم بتلغيم بعض منها.
وأعلن جيش الاحتلال، اليوم الأحد، عن مقتل 8 جنود في صفوفه داخل قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن للقتلى في العمليات البرية هناك إلى 154 منذ بداية التوغل البري في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأكثر من 485 منذ السابع منه.