واصلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الإثنين، تصديها للتوغل البري الإسرائيلي في محاور القتال داخل القطاع، بعد رشقة صاروخية كبيرة أطلقتها كتائب القسام على تل أبيب وضواحيها مع بداية العام الجديد.
فقد أعلن الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن تمكن عناصره من إيقاع قوة خاصة إسرائيلية في كمين محكم في مخيم البريج، بينما تمكن من السيطرة على طائرة "درون" إسرائيلية كانت في مهمة استخباراتية في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه كتائب القسام عن تمكنها من إيقاع قتلى وجرحى في صفوف القوة الإسرائيلية الخاصة في مخيم البريج، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي عن خوضها اشتباكات ضارية مع القوات الإسرائيلية في شرق مدينة خانيونس وشمالها منذ ساعات الصباح.
"إسرائيل تستقبل العام الجديد برشق صاروخية كبيرة"
إلى ذلك، رصد مراسل "العربي" من القدس عدنان جان ما جاء في الصحف الإسرائيلية بعد إطلاق القسام رشقة صاروخية باتجاه تل أبيب وضواحيها، وقرار جيش الاحتلال تسريح 5 من ألوية الجيش المقاتلة في قطاع غزة.
وليلة الأحد- الإثنين، دوت صافرات الإنذار، في مدينة تل أبيب والمناطق المحيطة بها، ومنطقة غلاف غزة، جراء إطلاق رشقة صواريخ من قطاع غزة أطلقتها كتائب القسام.
يأتي هذا بعدما قرر الجيش الإسرائيلي أمس الأحد تسريح 5 ألوية قتالية من المعركة البرية في قطاع غزة، بحسب ما أفاد إعلام رسمي.
وأفاد مراسلنا أن صحيفة "يديعوت أحرنوت" قالت إن إسرائيل تستقبل العام الجديد برشقة صاروخية كبيرة من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن معظم الصحف الإسرائيلية تناولت هذا الخبر بصدمة كبيرة، لا سيما بعد التقارير التي صدرت يوم أمس الأحد، والتي تحدثت عن أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أسفرت عن ضرب القدرة الصاروخية لكتائب القسام بنحو 80%.
وتابع أن بعض التقارير تحدثت عن أن كتائب القسام فقدت القدرة على إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، لكن المعركة شهدت مجددًا إطلاق رشقة صاروخية كبيرة استهدفت في الدقيقة صفر من بداية عام 2024، قلب إسرائيل تحديدًا في تل أبيب الكبرى، حيث تصدت القبة الحديدية لعدد منها، بينما سقطت بعض الصواريخ في مناطق مفتوحة.
مراسلنا أوضح أن لهذه الرشقة الصاروخية رمزية كبيرة، حيث حملت رسائل موجهة إلى القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بأن فصائل المقاومة الفلسطينية وبالتحديد كتائب القسام وبعد 87 يومًا من العدوان ما زالت قادرة على إطلاق الصواريخ.
وأردف أن هناك أيضًا رسائل موجهة إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل التي كانت تحتفل بدخول رأس السنة حين دوت صافرات الإنذار، واختلطت مع أصوات الألعاب النارية، ناهيك عن رسالة موجهة إلى الحاضنة الشعبية للمقاومة في داخل قطاع غزة.
الاحتلال يسرح 5 ألوية قتالية
مراسلنا أشار إلى أن هذه الرشقة جاءت بعد قيام الجيش الإسرائيلي بسحب خمسة ألوية مقاتلة في داخل غزة، بعد أن قالت إنها تأتي لإنعاش الاقتصاد الإسرائيلي المتعثر، والذي تكبد خسائر كبيرة جراء استدعاء نحو 360 ألف جندي احتياط للمشاركة في العدوان على القطاع.
لكنه لفت إلى أن البعض يرى بأن سحب هذه القوات يأتي في إطار الاستعدادات الإسرائيلية للانتقال إلى المرحلة "جيم" أو المرحلة الثالثة من العمليات والتي سوف تكون مركزة ودقيقة، وتقوم إسرائيل بسحب قواتها المنتشرة بشكل واسع في داخل القطاع وتموضعها في المنطقة العازلة المزمع إنشاؤها في شمال قطاع غزة.
وقال مراسل "العربي": إن "الرشقة الصاروخية ربما تجبر الجانب الإسرائيلي على إعادة حساباته، لا سيما بأن التقارير الإعلامية، وبالتحديد صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تحدثت يوم أمس بأن من المرتقب أن يتم سحب مزيد من الفرق المقاتلة في داخل قطاع غزة بعد تقييمات الأوضاع العسكرية والعملياتية على الأرض".
وأشار إلى أن الرشقة الصاروخية جاءت أيضًا بعد اجتماع كابينت الحرب الذي عقد يوم أمس، والذي ناقش قضايا عدة، من بينها الجدول الزمني للانتقال إلى المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية.
وفيما تابع أنه تم أيضًا بحث المقترح القطري فيما يتعلق بصفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، أشار إلى وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد تحدثت بأن كابينت الحرب أعطى الضوء الأخضر لرئيس الموساد ديفيد برنياع لمواصلة اتصالاته مع الوسيط القطري لبلورة تفاصيل هذه الصفقة.
ولفت إلى أن هناك ضغوطًا داخلية كبيرة على كابينت الحرب من أجل الدخول في مثل هكذا صفقة، لاسيما من عوائل الأسرى وعشرات الآلاف من الإسرائيليين المتضامنين معهم والذين يخرجون بشكل يومي في مظاهرات ومسيرات في تل أبيب.
وأفاد أن هناك أصواتًا بدأت ترتفع في داخل إسرائيل تشكك في مدى إمكانية الجيش في تحقيق الأهداف التي وضعت في بداية هذا العدوان، ومدى تمكنه من حتى تحقيق ولو هدف واحد، ومن ضمنها الوصول إلى الأسرى المحتجزين في داخل قطاع غزة، وبالتالي هم بدأوا يدركون بأنه لا سبيل آخر لتحرير الأسرى سوى الدخول في صفقة شاملة مع حركة حماس.
ورغم نفي حماس تخليها عن شرط وقف شامل لإطلاق النار من أجل الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، حسب مراسل "العربي"، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تركز منذ يومين على المقترح القطري، في محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يهدئ إلى حد ما غضب عوائل الأسرى والمتضامنين معهم، ويوصل رسائل بأن هناك جهود تبذل في مفاوضات عبر الوسيط القطري من أجل التوصل إلى صيغة ما تقضي بإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في داخل القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى وتدمير واسع في المباني السكنية والبنى التحتية.