الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

عشرات الأطباء النفسيين يغادرون إسرائيل.. ما الأسباب؟

عشرات الأطباء النفسيين يغادرون إسرائيل.. ما الأسباب؟

شارك القصة

تقارير عن انهيار منظومة الصحة النفسية في إسرائيل ومغادرة الأطباء - رويترز
تقارير عن انهيار منظومة الصحة النفسية في إسرائيل ومغادرة الأطباء - رويترز
تعاني إسرائيل من موجة مغادرة الأطباء النفسيين، في وقت يتزايد فيه الطلب على المساعدة في مجال الصحة النفسية ظل الحرب.

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مساء أمس الإثنين، عن مغادرة عشرات الأطباء العاملين في مجال الصحة النفسية من إسرائيل إلى بريطانيا.

ويأتي ذلك، في وقت تنهار فيه منظومة الصحة النفسية في إسرائيل في أعقاب اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

إحباط وصعوبات

في التفاصيل، ذكر تقرير للصحيفة العبرية أن "العشرات من الأطباء النفسيين الذين يعملون في منظومة الصحة العامة غادروا مؤخرًا إلى بريطانيا، بحسب مصادر في المجال".

وأضافت أن موجة المغادرة هذه تأتي في وقت "يتزايد فيه الطلب على المساعدة في مجال الصحة النفسية في البلاد في ظل الحرب، والآن يواجه نظام الصحة النفسية مشكلة حقيقية".

هذا وأوضحت "هآرتس" أنه على الرغم من أن خطط رحيل الأطباء النفسيين بدأت حتى قبل الحرب على خلفية خطة "الإصلاح القضائي"، إلا أن "هجوم 7 أكتوبر (معركة طوفان الأقصى) جمد خططهم لبعض الوقت، قبل أن يعود ويخضع العشرات من الأطباء النفسيين في الأشهر الأخيرة لاختبارات الترخيص لمزاولة الطب في بريطانيا".

كما نقلت الصحيفة عن أحد كبار مديري منظومة الصحة النفسية قوله: "لن يتمتعوا في بريطانيا بالضرورة براتب أعلى، لكن ما يدفعهم إلى المغادرة هو الإحباط الناجم عن عبء العمل الثقيل، والشعور بأنهم يجدون صعوبة في رؤية كيف سيتحسن الوضع في المستقبل".

ولفت إلى أن نظام الصحة النفسي في بريطانيا "أكثر تنظيمًا، وهناك ازدحام أقل وساعات العمل أقل".

نقص حاد

ووفق بيانات رسمية يوجد في إسرائيل طبيب نفسي واحد في الخدمة العامة لكل 11,705 من السكان. 

في هذا الصدد، يوضح شموئيل هيرشمان رئيس منتدى مديري مراكز الصحة النفسية، أن هناك نقصًا حاليًا بنحو 400 طبيب نفسي في نظام الصحة النفسية، وحذر أنه خلال خمس سنوات سيكون هناك نقص مضاعف، "لأن كثيرًا منهم يقترب من سن التقاعد أو بعده".

في السياق، أُجبرت سلطات الاحتلال على الاستعانة بمتطوعين بعدما باتت خدمات الصحة النفسية عاجزة عن التعامل مع الصدمات الجماعية في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.

وقالت المحللة النفسية والمحاضرة في الجامعة العبرية بالقدس أوفريت شابيرا بيرمان الشهر الفائت لشبكة "سي إن إن": "يدعم ما يصل إلى 500 محلل نفسي متطوع عائلات القتلى والجرحى والأسرى المحتجزين. الأوضاع ليست جيدة، فحالة الصحة النفسية للجميع تزداد سوءًا".

وكشفت دراسة لجامعة حيفا أن 60% من الإسرائيليين الذين ليسوا في أول دائرتين لضحايا الحرب أصيبوا بما يسمى بـ "اضطراب الكرب الحاد" الذي يمثل تطورًا لاضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب عاطفي ونفسي ناجم عن التعرض لحدث مرعب تعرضًا مباشرًا. 

كما كشفت دراسة مماثلة لمركز دراسات الانتحار والألم النفسي في إسرائيل، عن ارتفاع معدلات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة بين الإسرائيليين من 16% قبل الحرب إلى 30% بعدها، فيما ارتفعت معدلات الاكتئاب والقلق لتصل إلى ما يقرب من 45% بعد الحرب، بحسب "يديعوت أحرونوت". 

صرخة يأس

يذكر أنه أواخر الشهر الفائت، أبرق منتدى مديري مراكز الصحة النفسية إلى "مراقب الدولة" متانياهو إنغلمان، موجّهًا "صرخة يأس، بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة النفسية"، وفق ما نقلت "هآرتس".

وتابع المديرون في رسالتهم: "أحداث 7 أكتوبر تسببت بوجود نحو 300 ألف مريض نفسي إضافي، سيحتاجون إلى العلاج على يد متخصص مدرب في إسرائيل".

وقالوا: "علاوة على ذلك، من غير المعروف حتى الآن من القتال الدائر في قطاع غزة، عدد القوات المقاتلة التي ستعاني من ردود أفعال المعركة، إننا نشهد بالفعل زيادة بنسبة عشرات بالمائة في الطلب على خدمات الصحة النفسية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close