تداولت وسائل إعلام إسرائيلية صورة لامرأة إسرائيلية بفستان أسود ملقاة على الأرض في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكتبت عن هذه الصورة صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقًا مطولًا في 28 ديسمبر/ كانون الأول 2023 يتحدث عن مقتلها وزوجها.
وادعت الصحيفة خلال التحقيق أنها تعرضت للاغتصاب قبل مقتلها، لكن تعليقًا على مواقع التواصل الاجتماعي أثار تساؤلات عن صحة رواية الصحيفة الأميركية.
"أختي لم تغتصب"
فقد كتبت مستخدمة اسمها ميرل ألتر تعليقًا تعقيبًا على فيديو الصحفي الإسرائيلي يوسف حداد الذي تحدث بدوره عن قصة اغتصاب "غال عبدوش"، وقالت فيه: "أختي (غال عبدوش) لم تغتصب، ولا توجد أوراق طبية واختبارات تثبت تعرضها للاغتصاب، مع الإشارة إلى أن صحيفة نيويورك تايمز التي جاءت إلينا أشارت إلى أنهم يريدون عمل قصة من أجل تخليد ذكرى غال وناجي، ولهذا السبب وافقنا. لو كنا نعلم أن القصة سيكون عنوانها عن الاغتصاب والمذبحة، فلن نوافق عليها أبدًا".
وتداول نشطاء تعليقها وفندوا قصة الاغتصاب. لكن تعليق ميرل ألتر حُذِف لاحقًا وفتح باب شك في حقيقة مزاعم الصحيفة الأميركية.
وبالبحث عن ميرل ألتر، نجد حسابًا على فيسبوك بداخله نفس صورة حساب ميرل صاحبة التعليق ليتضح أنه حساب ميرل ألتر على فيسبوك وأن صورة الحساب هي صورة تجمعها بـ"غال" وقد كتبت منشورًا في وداع "غال".
وفي حديث بين سابير براخا اخت غال عبدوش ونوريت لوليخت لحياتي مذيعة برنامج راديو على إذاعة الجيش الإسرائيلي في 1 يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت فيه أخت "غال" إن العائلة لم تعلم شيئًا عن الاغتصاب.
لا أدلة على حدوث اغتصاب
وبالتدقيق في تحقيق صحيفة "نيويورك تايمز" اتضح أن الشرطة الإسرائيلية لم تكن متأكدة من اغتصاب "غال" بل "تعتقد" بأنها تعرضت للاغتصاب استنادًا إلى حد كبير إلى أدلة الفيديو -التي تم التحقق منها من قبل صحيفة "نيويورك تايمز".
وقال مسؤولو الشرطة الإسرائيلية إنهم يعتقدون أن السيدة عبدوش تعرضت للاغتصاب.
وذكرت الصحيفة الأميركية أيضًا أن الشرطة الإسرائيلية لم تهتم بجمع العينات من الحالات التي يشتبه في أنها اغتصبت أو طلبت تشريح الجثث لاكتشاف حقيقة اغتصابهن.
وبحسب الصحيفة، فقد اعترفت الشرطة الإسرائيلية بأنها خلال صدمة وارتباك يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لم تركز على جمع عينات السائل المنوي من أجساد النساء، أو طلب تشريح الجثث، أو فحص مسرح الجريمة عن كثب.
أسرة غال علمت بأمر الاغتصاب من صحيفة "نيويورك تايمز"
وكشفت أسرة غال أنها لم تكن تعلم بأمر اغتصاب ابنتها بل علمت بأمر اغتصابها عقب نشر تحقيق "نيويورك تايمز".
وقالت سابير براخا أخت غال، لراديو إذاعة الجيش الإسرائيلي: "هناك تكهنات، لكننا لا نعلم إذا ما كان الأمر صحيحًا. لا، لم يعطنا أي دليل (محقق نيويورك تايمز) سوى أنه قال إن طواقم زاكا (وحدة التعرف على الجثث الإسرائيلية) قالت إنه بحسب مظهرها فقد تكون تعرضت للاغتصاب".
وهو ما أكدته والدة "غال" إيتي براخا أيضًا في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023، حيث قالت: "لم نكن نعلم بأمر الاغتصاب في البداية، ولم نعرف إلا عندما اتصل بنا مراسل نيويورك تايمز. وقالوا إنهم طابقوا الشهادات وإن غال تعرضت لاعتداء جنسي، حتى الآن لا نعرف ما الذي حدث بالضبط".
كذلك أكّد رامي براخا، وهو أخو "غال"، علمه باغتصاب أخته من تحقيق "نيويورك تايمز" أيضًا وقال لصحيفة يديعوت أحرنوت في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023: "فقط في تحقيق أجرته نيويورك تايمز لقد فهمنا من الصحفيين أن أختي تعرضت للاغتصاب. كان الشعور صعبًا عندما عرفت ما مرت به قبل أن يتم إطلاق النار عليها وقتلها".
أما نسيم شقيق زوج غال عبدوش فقد ظهر في مقابلة مرئية على القناة 13 الإسرائيلية ونفى خلالها مزاعم اغتصاب زوجة أخيه، حيث قال: "هذا غير صحيح، لم تُغتصَب، لا أحد يعلم أنها اغتصبت. لم تحضر لنا الشرطة أي دليل يثبت اغتصابها. دعك من كل التقارير والأخبار، لم تُغتصَب".
كما كشف شقيق زوج غال عدم دقة تقرير نيويورك تايمز، قائلًا: "بشأن التقرير عن زوجة أخي غال أنا لا أصدق أن هذا ما حدث"، مؤكدًا أن أحدًا لم يذكر موضوع الاغتصاب ولم يكن هناك شك وعرفت العائلة بشأنه من المراسلين.