حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" من مخاطر فرض حظر واسع على السفر تحسبًا لانتشار المتحور "أوميكرون" في ظل الأوضاع التي يعيشها القطاع منذ عامين.
وكان قطاع النقل الجوي قد سجل تعافيًا نسبيًا خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بينما أبدى العاملون في القطاع تخوفهم من تأثير المتحور الجديد على المكاسب المُحققة جراء رفع الولايات المتحدة قيود السفر عن 33 دولة.
تراجع الطلب العالمي
وبحسب تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" فإن تعافي السفر الجوي استمر في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع تحسن واسع سواء للنقل المحلي أو الدولي لتبلغ نسبة التراجع في الطلب على الطيران أقل من 50% في أكتوبر مقارنة بالشهر ذاته من عام 2019.
أما على مستوى منطقة الشرق الأوسط فقد انخفض الطلب على النقل الجوي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بنسبة 59%، غير أن النقل الجوي لم يعد بخير مع الإعلان عن ظهور المتحور "أوميكرون" الذي ذهب بمكاسب رفع القيود السفر الأميركية عن 33 دولة لتتجدد الدعوات إلى التوقف عن أية إجراءات لحظر السفر وإزالة القيود كافة.
قيود السفر مصدر قلق قطاع الطيران
ويستند العاملون في القطاع إلى منظمة الصحة العالمية التي ترى أن حظر السفر الشامل "لن يمنع الانتشار الدولي للمتحور الجديد"، بينما يؤكد اتحاد "إياتا" من جانبه أن "قيود السفر غير الحكيمة تشبه إغلاق باب الحظيرة بعد هروب الحصان".
وفي بيانه المشترك مع منظمات النقل البري والبحري، حذر "إياتا" قبل أيام من تفاقم خطر انهيار سلاسل التوريد العالمية في حال الاستمرار على فرض قيود السفر حيث دعا إلى الاستفادة من دروس العامين الماضيين.
ويكمن مصدر قلق قطاع الطيران في أن أكثر من 56 دولة أعادت فرض قيود السفر وإن بدرجات متفاوتة.
ورغم الدعوات المتكررة فإن قطاع النقل الجوي، الذي يعد أول المتضررين منذ بدء الجائحة وآخر المتعافين منها، سيبقى رهينة كورونا ومتحوراته إلى أجل غير مسمى.
العالم "لا يحتمل أي إغلاق آخر"
وفي هذا الإطار يرى الباحث والمختص في قطاع السياحة والسفر علي صبري في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أنّ هناك تسرعًا كبيرًا من قبل بعض الدول في اتخاذ قرار وضع قيود على السفر في ظل "عدم تسجيل حالات وفاة أو دخول للعناية المركزة" على خلفية المتحور "أوميكرون".
ويلفت صبري إلى أن بعض الدول "تذهب إلى أسهل الحلول وهو الإغلاق" لمواجهة المتحور الجديد، لكن هذا الإغلاق "يؤثر على قطاعات مختلفة وخاصة قطاع الطيران والسياحة بشكل عام".
ويؤكد أن قطاع الطيران من أهم القطاعات التي تتأثر بشكل مباشر بالإغلاق "من ناحية السياحة والتجارة وغيرها"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "العالم لا يحتمل أي إغلاق آخر".
قطاع الطيران يتأثر بسرعة
وبشأن احتمالية وجود تأثيرات على قطاع الطيران نتيجة للإغلاق والقيود، يوضح صبري أنّ قطاع الطيران "حساس جدًا ويتأثر بالأحداث سواء الصحية أو الاقتصادية أو السياسية".
ويشير كذلك إلى وجود تحسن في حركة الطيران العالمية منذ شهر يوليو/ تموز الفائت إلى ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بحسب الإحصائيات التي تتبع حركة الطيران.
ويوضح أن الاختلاف في الإجراءات المتبعة بين الدول أدى إلى "التأخير" في اعتماد مقترح الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" بشأن استحداث جواز سفر دولي يحتوي على معلومات مفصلة عن المسافرين.
ويخلص إلى أن مقترح "إياتا" بشأن هذا الجواز "كان أحد الحلول التي يمكن أن يتم تطبيقها وتسهل عملية السفر في المستقبل".