Skip to main content

"لا تحقق أهدافها وتوسع الحرب".. هكذا تناول الإعلام الغربي غارات اليمن

السبت 13 يناير 2024
حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية من خطر توسع العمليات ضد الحوثيين إلى صراع إقليمي يصعب السيطرة عليه- رويترز

بعد أن جددت الولايات المتحدة ضرباتها على مواقع للحوثيين في اليمن، تساءلت صحف أجنبية عن جدوى هذه الضربات في هذه المرحلة. وكذلك عن القدرة على احتواء صراع إقليمي قد تنجر إليه واشنطن وحلفاؤها.

ورأى مارك شامبيون في موقع "بلومبرغ" الأميركي أن "هناك وجهتي نظر متباينتين بشأن قرار الضربات على الحوثيين في اليمن: فمن الناحية السياسية، عدم الرد على الهجمات في البحر الأحمر لم يكن خيارًا متاحًا لجو بايدن".

أما وجهة النظر الثانية والتي جعلت الرئيس الأميركي يتردد في البداية، هي أن "احتمالات تحقيق الهدف ضئيلة كما أن خطر التصعيد سيزداد".

واعتبر شامبيون أنه "إذا كانت الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة تتمثل في عودة الحركة التجارية إلى طبيعتها في البحر الأحمر، ومنع الحرب الإسرائيلية على غزة من إشعال حرب إقليمية، فمن المرجح أن تأتي الضربات على اليمن بنتائج عكسية".

وبينما شكك مارك في إمكانية ضرب القدرات الصاروخية للحوثيين بين عشية وضحاها، رأى أنه "لا يمكن التشكيك في توعد الحوثيين بالرد على الهجمات، وأن المصالح الأميركية والبريطانية ستكون معرضة للخطر". 

خشية مواجهة إيران 

من جهته، حذر جازون ريزان في "واشنطن بوست" من أن الضربات على الحوثيين يجب ألا تتحول إلى مواجهة مع إيران. وقال: إن "على الرئيس جو بايدن التأكد من أن الهجمات على الحوثيين لن تخرج عن نطاق السيطرة، لأن نشوب حرب إقليمية سيكون كارثيًا".

ولفت في الوقت ذاته إلى أن "الصقور في واشنطن يشجعون التصعيد العسكري، إلا أن إدارة بايدن تدرك أن القيام بذلك يمكن أن يساعد في ترسيخ نفوذ القيادة الإيرانية". 

واعتبر جازون أن "تجنب حرب أوسع نطاقًا ربما يكون الخطوة الأكثر فاعلية في الاستجابة الأميركية الأولية للحرب الإسرائيلية على غزة". 

أمّا في الصحف البريطانية فقد حذرت "الغارديان" في افتتاحيتها من خطر توسع العمليات ضد الحوثيين إلى صراع إقليمي تصعب السيطرة عليه وجاء تحت  عنوان "الضربات ضد الحوثيين تفاقم الأزمة".

وقالت: "ربما يبحث المشاركون في الهجوم على الحوثيين عن ضربات محدودة، لكن رهانهم على قدرة احتواء الصراع الإقليمي قد يكون في غير محله".

ورأت الصحيفة أن "أزمة البحر الأحمر لا يمكن فصلها عن الحرب على غزة، والحوثيون يبررون بأنهم يهاجمون السفن التي لها صلات بإسرائيل فقط".

كما أشارت إلى أنه "حتى الآن، تم احتواء التوترات المتصاعدة على كل الجبهات، لكن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة".

خطر الانخراط في حرب إقليمية

أما في صحيفة "ذا تايمز" فسألت لاريزا بروان عما إذا كانت المملكة المتحدة ومن خلال مشاركتها في الهجمات على الحوثيين في اليمن، تخاطر بالانخراط في حرب بالشرق الأوسط.

واعتبرت أن توعد الحوثيين بالرد على الهجمات يثير "مخاوف بشأن خطر جر بريطانيا إلى صراع أوسع في المنطقة إلى جانب إسرائيل". 

ونقلت الكاتبة مخاوف مسؤولين من أن "قرار شن الضربات على الحوثيين لم يكن حكيمًا على الإطلاق لأن إيران ستكون الآن قادرة على رسم صورة لانضمام المملكة المتحدة إلى حرب إسرائيل على الفلسطينيين".

كذلك، وبحسب ما يقول الباحث ماكلوم شالمير للصحيفة فإن مكانة الحوثيين ارتفعت بين المؤيدين للفلسطينيين نتيجة لعملها ضد إسرائيل، ولكن "هناك أسئلة يجب طرحها، ومنها: إلى أي مدى يمكن أن ينعكس العمل العسكري ضد الحوثيين سلبًا على وضعهم في اليمن". 

مفاقمة الأزمات الإنسانية في اليمن

من جهة الصحافة الفرنسية، اعتبر ماجد زروكي في "لوموند" أن "الهجمات على اليمن ستسمح للحوثيين بالانخراط في اللعبة الإقليمية وستعزز خطر إضفاء الطابع الإقليمي على الحرب الإسرائيلية على غزة".

وبينما ينقل عن محللين أن جماعة الحوثي ستغتنم هذه الهجمات لتعزيز شعبيتها في الداخل، يقول الباحث اليمني إبراهيم جلال للصحيفة إنه "يجب الأخذ في الاعتبار أيضًا أن تزايد العداء للولايات المتحدة في المنطقة بسبب دعمها لإسرائيل، وحقيقة أن الحوثيين يتصرفون من منطلق الدعم لفلسطين، يجعلان الهجمات على الجماعة أشد ضررًا لواشنطن".

وأضاف الكاتب أن "الأمر الوحيد المؤكد هو أن هذه الهجمات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية في اليمن".

المصادر:
العربي
شارك القصة